responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 40
على أن الخبر متروك الظاهر، فيكون معناه إن صح: ان من حمل القرآن على رأيه، ولم يعمل بشواهد ألفاظه، فأصاب الحق فقد أخطأ الدليل. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: القرآن ذلول ذو وجوه، فاحملوه على أحسن الوجوه. وروي عن عبد الله بن عباس أنه قسم وجوه التفسير على أربعة أقسام: تفسير لا يعذر أحد بجهالته. وتفسير تعرفه العرب بكلامها. وتفسير يعلمه العلماء. وتفسير لا يعرفه إلا الله عز وجل.
فأما الذي لا يعذر أحد بجهالته: فهو ما يلزم الكافة من الشرائع التي في القرآن، وجمل دلائل التوحيد. وأما الذي تعرفه العرب بلسانها: فهو حقائق اللغة، وموضوع كلامهم. وأما الذي يعلمه العلماء: فهو تأويل المتشابه، وفروع الأحكام.
وأما الذي لا يعلمه إلا الله: فهو ما يجري مجرى الغيوب، وقيام الساعة. وأقول إن الإعراب أجل علوم القرآن، فإن إليه يفتقر كل بيان، وهو الذي يفتح من الألفاظ الأغلاق، ويستخرج من فحواها الأعلاق، إذ الأغراض كامنة فيها، فيكون هو المثير لها، والباحث عنها، والمشير إليها، وهو معيار الكلام الذي لا يبين نقصانه ورجحانه حتى يعرض عليه، ومقياسه الذي لا يميز بين سقيمه ومستقيمه حتى يرجع إليه.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه. وإذا كان ظاهر القرآن طبقا لمعناه، فكل من عرف العربية والإعراب عرف فحواه، ويعلم مراد الله به قطعا، هذا إذا كان اللفظ غير مجمل يحتاج إلى بيان، ولا محتمل لمعنيين، أو معان، وذلك مثل قوله: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)، وقوله:
(وإلهكم إله واحد)، وقوله: (ولا يظلم ربك أحدا) وأشباه ذلك.
وأما ما كان مجملا لا ينبئ ظاهره عن المراد به مفصلا، مثل قوله سبحانه (أقيموا الصلاة وأتوا الزكاة)، (وآتوا حقه يوم حصاده) فإنه يحتاج فيه إلى بيان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوحي من الله سبحانه إليه، فيبين تفصيل أعيان الصلوات، وأعداد الركعات، ومقادير النصب في الزكاة، وأمثالها كثيرة. والشروع في بيان ذلك من غير نص وتوقيف ممنوع منه، ويمكن أن يكون الخبر الذي تقدم محمولا عليه. وأما ما كان محتملا لأمور كثيرة، أو لأمرين: فلا يجوز أن يكون الجميع مرادا، بل قد دل الدليل على أنه لا يجوز أن يكون المراد به إلا وجها واحدا، فهو من باب المتشابه لاشتباه المراد منه بما ليس بمراد، فيحمل على الوجه الذي يوافق الدليل، وجاز أن يقال إنه هو المراد، وإن كان اللفظ مشتركا بين معنيين أو أكثر، ويمكن أن يكون كل

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست