responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 396
تقول مررت برجل مثله أي: مثل له والوجه الرابع: أن يكون على حذف الجار في معنى سفه في نفسه، كقوله سبحانه: (ولا جناح عليكم أن تسترضعوا أولادكم) أي: لأولادكم، فحذف حرف الجر من غير ظرف. ومثله: (ولا تعزموا عقدة النكاح) أي: على عقدة النكاح، ومثله قول الشاعر:
نغالي اللحم للأضياف نيا، * ونبذله إذا نضج القدور والمعنى: نغالي باللحم. قال الزجاج: وهذا مذهب صحيح. والوجه الخامس: ما اختاره الزجاج وهو أن سفه بمعنى جهل، وهو موافق في المعنى لما قاله السراج في قوله بطرت معيشتها: إن البطر مستقل للنعمة، غير راض بها. فعلى هذا يكون (نفسه) مفعولا به (وإنه في الآخرة): في تتعلق بمحذوف فهو منصوب الموضع على الحال، وذو الحال الضمير المستكن في قوله (من الصالحين).
النزول: روي أن عبد الله بن سلام دعا ابني أخيه، سلمة ومهاجرا إلى الاسلام، فقال: لقد علمنا أن صفة محمد في التوراة، فأسلم سلمة وأبى مهاجر أن يسلم، فأنزل الله هذه الآية.
المعنى: لما بين سبحانه قصة إبراهيم، وأن ملته ملة محمد، عقبه بذكر الحث على اتباعها، فقال: (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) أي: لا يترك دين إبراهيم وشريعته إلا من أهلك نفسه وأوبقها. وقيل: أضل نفسه عن الحسن. وقيل: جهل قدره لأن من جهل خالقه فهو جاهل بنفسه، عن الأصم. وقيل: جهل نفسه بما فيها من الآيات الدالة على أن لها صانعا ليس كمثله شئ، عن أبي مسلم. وقوله: (ولقد اصطفيناه في الدنيا) أي:
اخترناه بالرسالة واجتبيناه (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) أي: من الفائزين، عن الزجاج. وقيل: معناه لمع الصالحين أي: مع آبائه الأنبياء في الجنة، عن ابن عباس. وقيل: إنما خص الآخرة بالذكر، وإن كان في الدنيا كذلك،. لأن المعنى من الذين يستوجبون على الله سبحانه الكرامة وحسن الثواب. فلما كان خلوص الثواب في الآخرة دون الدنيا، وصفه فيها بما ينبئ عن ذلك.
وفي قوله سبحانه: (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) دلالة على أن ملة إبراهيم هي ملة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم لأن ملة إبراهيم داخلة في ملة محمد، مع زيادات

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست