responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 393
السيئات والآثام. وفي هذه الآية دلالة على أنه يحسن الدعاء بما يعلم الداعي أنه يكون لا محالة، لأنهما كانا عالمين بأنهما لا يقارفان الذنوب [1] والآثام، ولا يفارقان الدين والإسلام.
(ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم [129]).
اللغة: (العزيز القدر) الذي لا يغالب. وقيل: هو القادر الذي لا يمتنع عليه شئ أراد فعله. ونقيض العز الذل. وعز يعز عزة، وعزا: إذا صار عزيزا. وعز يعز عزا: إذا قهر. ومنه قولهم: من عز بز أي: من غلب سلب. واعتز الشئ: إذا صلب، وهو من العزاز من الأرض، وهو الطين الصلب الذي لا يبلغ أن يكون حجارة. وعز الشئ: إذا قل حتى لا يكاد يوجد. واعتز فلان بفلان: إذا تشرف به. والحكيم: معناه المدبر الذي يحكم الصنع، ويحسن التدبير. فعلى هذا يكون من صفات الفعل، وبكون بمعنى العليم، فيكون من صفات الذات.
الاعراب: (ابعث): جملة فعلية معطوفة على (تب) فيهم تتعلق بابعث. ويجوز أن تتعلق بمحذوف تقديره رسولا كائنا فيهم، فيكون في موضع نصب على الحال. و (يتلو): منصوب الموضع بكونه صفة قوله (رسولا) أي: تاليا. و (عليهم): تتعلق بيتلو..
المعنى: الضمير في قوله (فيهم) يرجع إلى الأمة المسلمة التي سأل الله إبراهيم أن يجعلهم من ذريته، والمعني به بقوله: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم) هو نبينا صلى الله عليه وآله وسلم لما روي عنه أنه قال: " أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى عليهما السلام " يعني قوله (مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) وهو قول الحسن وقتادة وجماعة من العلماء، ويدل على ذلك أنه دعا بذلك لذريته الذين يكونون بمكة وما حولها، على ما تضمنه الآية في قوله (ربنا وابعث فيهم) أي: في هذه الذرية رسولا منهم، ولم يبعث الله من هذه صورته إلا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم.
وقوله: (يتلوا عليهم آياتك) أي: يقرأ عليهم آياتك التي توحي بها إليه.


[1] قارف الذنب: داناه.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست