responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 342
وهذا لا يصح. على أن الوجه الأول أيضا فيه ضعف، لأنه لا فائدة في تأخير ما لم يعرفه العباد، ولا علموه، ولا سمعوه. فالأقوى هو الوجه الثاني.
وقوله: (نأت بخير منها أو مثلها) فيه قولان أحدهما: نأت بخير منها لكم في التسهيل والتيسير كالأمر بالقتال الذي سهل على المسلمين بقوله (الآن خفف الله عنكم) أو مثلها في السهولة كالعبادة بالتوجه إلى الكعبة بعد أن كان إلى بيت المقدس، عن ابن عباس والثاني: نأت بخير منها في الوقت الثاني أي: هي لكم في الوقت الثاني، خير لكم من الأولى في الوقت الأول، في باب المصلحة، أو مثلها في ذلك، عن الحسن. وقوله: (لم تعلم أن الله على كل شئ قدير) قيل:
هو خطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقيل: هو خطاب لجميع المكلفين، والمراد ألم تعلم أيها السامع، أو أيها الانسان، أن الله تعالى قادر على آيات وسور مثل القرآن، ينسخ بها ما أمر، فيقوم في النفع مقام المنسوخ.
وعلى القول الأول معناه: ألم تعلم يا محمد أنه سبحانه قادر على نصرك، والانتصار لك من أعدائك. وقيل: هو عام في كل شئ. واستدل من زعم أنه لا يجوز نسخ القرآن بالسنة المعلومة بهذه الآية، قال: أضاف الإتيان بخير منها إلى نفسه، والسنة لا تضاف إليه حقيقة، ثم قال بعد ذلك: (ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير) فلا بد من أن يكون أراد ما يختص سبحانه بالقدرة عليه من القرآن المعجز.
والصحيح أن القرآن يجوز أن ينسخ بالسنة المقطوع عليها، ومعنى (خير منها) أي: أصلح لنا منها في ديننا، وأنفع لنا بأن نستحق به مزيد الثواب. فأما إضافة ذلك إليه تعالى فصحيحة، لأن السنة إنما هي بوحيه تعالى وأمره، فإضافتها إليه كإضافة كلامه. وآخر الآية إنما يدل على أنه قادر على أن ينسخ الآية بما هو أصلح وأنفع، سواء كان ذلك بقرآن أو سنة. وفي هذه الآية دلالة على أن القرآن محدث، وأنه غير الله تعالى، لأن القديم لا يصح نسخه، ولأنه أثبت له مثلا، والله سبحانه قادر عليه.
وما كان داخلا تحت القدرة، فهو فعل، والفعل لا يكون إلا محدثا.
(ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير (107)).


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست