responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 333
فيضره. وقوله: (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) معناه: يضرهم في الآخرة، ولا ينفعهم وإن كان ينفعهم في الدنيا، لأنهم لما قصدوا بتعلمه أن يفعلوه ويرتكبوه، لا أن يجتنبوه، صار ذلك بسوء اختيارهم ضررا عليهم. وقوله: (ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق) يعني اليهود الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، علموا لمن استبدل السحر بدين الله. فالهاء في (اشتراه) كناية عن السحر، عن قتادة، وجماعة من المفسرين. فما له في الآخرة من نصيب.
وقوله: (ولبئس ما شروا به أنفسهم) يعني: بئس ما باعوا به حظ أنفسهم، حيث اختاروا التكسب بالسحر. وقوله: (لو كانوا يعلمون) بعد قوله: (ولقد علموا) ذكر فيه وجوه أحدها: أن يكون الذين علموا غير الذين لم يعلموا، أو يكون الذين علموا الشياطين، أو الذين خبر تعالى عنهم بأنهم نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، والذين لم يعلموا هم الذين تعلموا السحر. وثانيها: أن يكون الذين علموا هم الذين لم يعلموا إلا أنهم علموا شيئا، ولم يعلموا غيره، فكأنه تعالى وصفهم بأنهم عالمون بأنه لا نصيب لمن اشترى ذلك، ورضيه لنفسه على الجملة، ولم يعلموا كنه ما يصيرون إليه من العقاب الدائم. وثالثها: أن تكون الفائدة في نفي العلم بعد إثباته، أنهم لم يعملوا بما علموا، فكأنهم لم يعلموا كما قال كعب بن زهير يصف ذئبا وغرابا تبعاه ليصيبا من زاده:
إذا حضراني، قلت: لو تعلمانه، * ألم تعلما أني من الزاد مرمل [1] فنفى عنهما العلم، ثم أثبته. والمعنى في نفيه العلم عنهما، أنهما لم يعملا بما علماه، فكأنهما لم يعلماه. وفي هذه الآية دلالة على أن الأفعال تختلف باختلاف المقاصد، ولذلك كان تعلم السحر لإزالة الشبهة، والتحرز منه، واجتنابه، إيمانا، ولتصديقه واستعماله كفرا.
واختلف في ماهية السحر على أقوال فقيل: إنه ضرب من التخييل، وصنعة من لطيف الصنائع، وقد أمر الله تعالى بالتعوذ منه، وجعل التحرز بكتابه وقاية منه، وأنزل فيه سورة الفلق، وهو قول الشيخ المفيد أبي عبد الله من أصحابنا. وقيل: إنه خدع ومخاريق وتمويهات، لا حقيقة لها، يخيل إلى المسحور أن لها حقيقة.
وقيل: إنه يمكن الساحر أن يقلب الانسان حمارا، ويقلبه من صورة إلى صورة،


[1] أرمل الرجل: نفد زاده.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست