responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 327
الله الذي في أيديهم وراء ظهورهم فقال: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين) واختلف في المعنى بقوله (واتبعوا) على ثلاثة أقوال أحدها: إنهم اليهود الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن الربيع، وابن إسحاق، والسدي وثانيها: إنهم اليهود الذين كانوا في زمن سليمان، عن ابن عباس، وابن جريج وثالثها: إن المراد به الجميع لأن متبعي السحر لم يزالوا منذ عهد سليمان إلى أن بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وروي عن الربيع أن اليهود سألوا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم زمانا عن التوراة، لا يسألونه عن شئ من ذلك إلا أنزل الله عليه ما سألوا عنه فيخصمهم. فلما رأوا ذلك قالوا:
هذا أعلم بما أنزل علينا منا، وأنهم سألوه عن السحر، وخاصموه به، فأنزل الله تعالى (واتبعوا ما تتلوا الشياطين) الآية أي: اقتدوا بما كانت تتلو الشياطين أي:
تتبع وتعمل به، عن ابن عباس. وقيل: معناه تقرأ عن عطا وقتادة. وقيل: معناه تكذب، عن أبي مسلم. يقال تلا عليه إذا كذب، قال سبحانه وتعالى: (ويقولون على الله الكذب وتقولون على الله ما لا تعلمون). فإذا صدق قيل تلا عنه، وإذا أبهم جاز الأمران.
واختلف في قوله (الشياطين) فقيل: هم شياطين الجن، لأنه المستفاد من إطلاق هذه اللفظة. وقيل: هم شياطين الإنس المتمردون في الضلالة كما قال جرير:
أيام يدعونني الشيطان من غزلي، * وكن يهوينني إذ كنت شيطانا وقيل: هم شياطين الجن والإنس. وقوله (على ملك سليمان) قيل: معناه في ملك سليمان، كقول أبي النجم (فهي على الأفق كعين الأحول) أي: في الأفق.
ثم إن هذا يحتمل معنيين أحدهما: في عهد ملك سليمان والثاني: في نفس ملك سليمان، كما يقال فلان يطعن في ملك فلان، وفي نفس فلان. وقيل: معناه على عهد ملك سليمان. وقال أبو مسلم: معناه ما كانت تكذب الشياطين على ملك سليمان، وعلى ما أنزل على الملكين.
وأما قوله: (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) بين بهذا أن ما كانت تتلوه الشياطين وتأثره وترويه، كان كفرا إذ برأ سليمان عليه السلام منه، ولم يبين سبحانه بقوله (ما تتلو الشياطين على ملك سليمان) أنها أي شئ كانت تتلو الشياطين. ثم لم يبين بقوله سبحانه (وما كفر سليمان) أن ذلك الكفر أي نوع من

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست