responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 316
على الكافرين، فإنه هدى وبشرى للمؤمنين. وإنما خص الهدى بالمؤمنين من حيث كانوا هم المهتدين به، العاملين [1] بما فيه، وإن كان هدى لغيرهم أيضا. وقيل:
أراد بالهدى الرحمة والثواب، فلذلك خصه بالمؤمنين، ومعنى البشرى أن فيه البشارة لهم بالنعيم الدائم. وإن جعلت مصدقا، وهدى، وبشرى، حالا لجبريل، فالمعنى أنه يصدق بكتب الله الأولى، ويأتي بالهدى والبشرى. وإنما قال سبحانه (على قلبك)، ولم يقل على قلبي، على العرف المألوف، كما تقول لمن تخاطبه: لا تقل للقوم إن الخبر عندك، ويجوز أن تقول لا تقل لهم إن الخبر عندي، وكما تقول قال القوم جبريل عدونا. ويجوز أن تقول قالوا جبريل عدوهم.
وأما قوله تعالى: (من كان عدوا لله وملائكته ورسله) فمعناه: من كان معاديا لله، أي: يفعل فعل المعادي من المخالفة والعصيان، فإن حقيقة العداوة طلب الاضرار به، وهذا يستحيل على الله تعالى. وقيل: المراد به معاداة أوليائه كقوله (إن الذين يؤذون الله). وقوله (وملائكته) أي: ومعاديا لملائكته ورسله (وجبريل وميكال). وإنما أعاد ذكرهما لفضلهما ومنزلتهما، كقوله تعالى: (فيهما فاكهة ونخل ورمان). وقيل: إنما أعاد ذكرهما لأن اليهود قالت: جبريل عدونا، وميكائيل ولينا. فخصهما الله بالذكر، لأن النزاع جرى فيهما فكان ذكرهما أهم، ولئلا تزعم اليهود أنهما مخصوصان من جملة الملائكة، وليسا بداخلين في جملتهم، فنص الله تعالى عليهما ليبطل ما يتأولونه من التخصيص.
ثم قال: (فإن الله عدو للكافرين) ولم يقل فإنه. وكرر اسم الله لئلا يظن أن الكناية راجعة إلى جبرائيل. أو ميكائيل، ولم يقل لهم، لأنه قد يجوز أن ينتقلوا عن العداوة بالإيمان. وقد طعن بعض الملحدة في هذا، فقال: كيف يجوز أن يقول عاقل أنا عدو جبريل؟ وليس هذا القول من اليهود بمستنكر ولا عجب، مع ما أخبر الله تعالى عن قولهم، بعد مشاهدتهم فلق البحر، والآيات الخارقة للعادة: (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة)، وقولهم: (أرنا الله جهرة)، وعبادتهم العجل، وغير ذلك من جهالاتهم.
(ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون [99]).


[1] وفي جملة من النسخ: " العالمين " بدل " العاملين ".


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست