responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 313
مقامه، وهو قوله (من الذين أشركوا) فليجز على ما ذهب إليه الجبائي، أن يكون تقديره: ومن الذين أشركوا طائفة يود أحدهم، فيحذف الموصوف، ويقام صفته الذي هو (يود أحدكم لو يعمر ألف سنة) مقامه، فيصح على هذا تقدير الحذف، ويستوي القولان من حيث الصورة والصفة، ويختلفان من حيث المعنى، ويكون من هنا هي الموصوفة لا الموصولة كما قدره الجبائي.
وقوله: (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة) ذكر الألف لأنها نهاية ما كانت المجوس يدعو به بعضهم لبعض، وتحيى به الملوك، يقولون: عش ألف نوروز وألف مهرجان. قال ابن عباس: هو قول أحدهم لمن عطس: (هزار سال بزي).
يقال: فهؤلاء الذين يزعمون [1] أن لهم الجنة لا يتمنون الموت، وهم أحرص ممن لا يؤمن بالبعث. وكذلك يجب أن يكون هؤلاء، لعلمهم بما أعد الله لهم في الآخرة من الجحيم، والعذاب الأليم، على كفرهم وعنادهم، مما لا يقر به أهل الشرك. فهم للموت أكره من أهل الشرك الذين لا يؤمنون بالبعث، وعلى الحياة أحرص لهذه العلة.
وقوله: (وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر) أي: وما أحدهم بمنجيه من عذاب الله، ولا بمبعده منه تعميره، وهو أن يطول له البقاء، لأنه لا بد للعمر من الفناء. هذا هو أحسن الوجوه التي تقدم ذكرها. (والله بصير بما يعملون) أي:
عليم بأعمالهم، لا يخفى عليه شئ منها، بل هو محيط بجميعها، حافظ لها، حتى يذيقهم بها العذاب.
وفي هذه الآية دلالة على أن الحرص على طول البقاء لطلب الدنيا ونحوه مذموم، وإنما المحمود طلب البقاء للازدياد في الطاعة، وتلافي الفائت بالتوبة والإنابة، ودرك السعادة بالإخلاص في العبادة، وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين عليه السلام في قوله: (بقية عمر المؤمن لا قيمة له يدرك بها ما فات، ويحيي بها ما أمات).
(قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا


[1] وفي نسخنا المخطوطة: (يدعون) بدل (يزعمون).


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست