responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 309
القائل لما كان: ليته لم يكن، ولما لم يكن ليته كان. وقال أبو هاشم: هو معنى في القلب. ولا خلاف في أنه ليس من قبيل الشهوة.
الاعراب: (خالصة): نصب على الحال.
المعنى: ثم عاد سبحانه إلى الإحتجاج على اليهود بما فضح به أخبارهم وعلماءهم، ودعاهم إلى قضية عادلة بينه وبينهم، فقال: (قل) يا محمد لهم (إن كانت) الجنة (خالصة) لكم (دون الناس) كلهم، أو دون محمد وأصحابه، كما ادعيتم بقولكم: (لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى)، وكنتم صادقين في قولكم (نحن أبناء الله وأحباؤه)، وان الله لا يعذبنا (فتمنوا الموت) لأن من اعتقد أنه من أهل الجنة قطعا، كان الموت أحب إليه من حياة الدنيا التي فيها أنواع المشاق والهموم، والآلام والغموم.
ومن كان على يقين أنه إذا مات تخلص منها، وفاز بالنعيم المقيم، فإنه يؤثر الموت على الحياة. ألا ترى إلى قول أمير المؤمنين عليه السلام، وهو يطوف بين الصفين بصفين في غلالة [1]، لما قال له الحسن ابنه ما هذا زي الحرب: " يا بني! إن أباك لا يبالي وقع على الموت، أو وقع الموت عليه ". وقول عمار بن ياسر بصفين أيضا: الآن ألاقي الأحبة محمدا وحزبه. وأما ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال:
(لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، ولكن ليقل: اللهم أحيني ما دامت الحياة خيرا لي، وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي) فإنما نهى عن تمني الموت، لأنه يدل على الجزع والمأمور به الصبر، وتفويض الأمور إليه تعالى، ولأنا لا نأمن وقوع التقصير فيما أمرنا به، ونرجو في البقاء التلافي.
(ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين [95]).
الاعراب: (أبدا): نصب على الظرف أي: طول عمرهم، يقول القائل: لا أكلمك أبدا، يريد ما عشت. وما بمعنى الذي أي: بالذي قدمت أيديهم. ويجوز أن يكون ما بمعنى المصدر فيكون المراد بتقدمة أيديهم.
المعنى: أخبر الله سبحانه عن هؤلاء الذي قيل لهم: (فتمنوا الموت إن كنتم صادقين) بأنهم لا يتمنون ذلك أبدا بما قدموه من المعاصي والقبائح،


[1] الغلالة: شعار يلبس تحت الثوب. أو تحت الدرع.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست