responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 300
فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم آمنت الأنصار، وكفرت به اليهود، وهو قوله تعالى:
(وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا) إلى آخر الآية.
المعنى: (ولما جاءهم) أي: جاء اليهود من بني إسرائيل الذين وصفهم الله. (كتاب من عند الله) يعني به القرآن الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
(مصدق لما معهم) أي: للذي معهم الكتب التي أنزلها الله تعالى قبل القرآن، من التوراة والإنجيل وغيرهما وفيه وجهان أحدهما: إن معناه أنه مصدق لما تقدم به الإخبار في التوراة والإنجيل، فهو مصدق لذلك من حيث كان مخبره على ما تقدم الخبر به. والآخر: إنه مصدق لهما أي: بأنهما من عند الله تعالى، وأنهما حق.
(وكانوا) يعني اليهود (من قبل) أي: من قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونزول القرآن (يستفتحون) فيه وجوه أحدها: إن معناه يستنصرون أي: يقولون في الحروب:
اللهم افتح علينا، وانصرنا بحق النبي الأمي. اللهم انصرنا بحق النبي المبعوث إلينا. فهم يسألون عن الفتح الذي هو النصر وثانيها: إنهم كانوا يقولون لمن ينابذهم: هذا نبي قد أطل زمانه [1] ينصرنا عليكم. وثالثها: إن معنى يستفتحون:
يستعلمون من علمائهم صفة نبي يبعث من العرب، فكانوا يصفونه لهم فلما بعث أنكروه. ورابعها: إن معنى يستفتحون يستحكمون ربهم على كفار العرب، كما قال:
ألا أبلغ بني عصم رسولا: * فإني عن فتاحتكم غني أي: عن محاكمتكم به. وقوله: (على الذين كفروا) أي: مشركي العرب (فلما جاءهم ما عرفوا) يعني محمدا صلى الله عليه وآله وسلم، أي: عرفوا صفته ومبعثه (كفروا به) حسدا وبغيا، وطلبا للرئاسة (فلعنة الله) أي: غضبه وعقابه (على الكافرين). وقد فسرنا معنى اللعنة والكفر فيما مضى.
(بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين [90]).


[1] أطل الزمان: قرب.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست