responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 273
لا تحدثوا العرب بهذا، فإنكم قد كنتم تستفتحون به عليهم أي: لا تقروا بأنه نبي، وقد علمتم أنه قد أخذ له الميثاق عليكم باتباعه، وأنه النبي الذي كنا ننتظره، ونجده في كتابنا، اجحدوه، ولا تقروا لهم به. وقال الكسائي:
أتحدثونهم بما بينه الله لكم في كتابكم من العلم ببعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم والبشارة به. وبعض الأقوال فيه ذكرناه في النزول. وأقوى التأويلات قول من قال: أتحدثونهم بما فتح الله عليكم أي: حكم الله به عليكم، وقضاه فيكم، ومن حكمه عليكم، ما أخذ به ميثاقكم من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وصفته الموصوفة لكم في التوراة، ومن قضائه فيكم أنه جعل منكم القردة والخنازير.
وقوله: (ليحاجوكم به عند ربكم) أي: ليكون لهم الحجة عليكم عند الله في الدنيا والآخرة في إيمانهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ كنتم مقرين به، ومخبرين بصحة أمره من كتابكم، فهذا يبين [1] حجتهم عليكم عند الله. وقيل: معناه ليجادلوكم ويقولوا لكم قد أقررتم أنه نبي حق في كتابكم، ثم لا تتبعونه. وقوله: (عند ربكم) قال ابن الأنباري: معناه في حكم ربكم، كما يقال: هذا حلال عند الشافعي أي: في حكمه، وهذا يحل عند الله أي: في حكمه. وقوله: (أفلا تعقلون) أي: أفلا تفقهون أيها القوم أن اخباركم محمدا وأصحابه بما تخبرونهم به من وجوه نعت محمد في كتبكم، حجة عليكم عند ربكم، يحتجون بها عليكم. وقيل: معناه أفلا تعقلون أيها المؤمنون، أنهم لا يؤمنون، فلا تطمعوا في ذلك، عن الحسن. وقيل: إنه خطاب لليهود أي: فلا تعقلون أيها اليهود إذ تقبلون من رؤسائكم مثل هذا؟ وهذا تحذير لهم عن الرجوع إلى قول رؤسائهم.
(أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون [77]).
المعنى: (أو لا يعلمون) يعني اليهود، أن الله يعلم سرهم وعلانيتهم، فكيف يستجيزون ان يسروا إلى إخوانهم النهي عن التحدث بما هو الحق، وهم مقرون بذلك غير جاحدين بأن الله يعلم سرهم وجهرهم، كالكفار والمنافقين، فهم من هذه الجهة ألوم، والمذمة لهم ألزم، عن أكثر المفسرين. وقيل:
معناه أو لا يعلمون (أن الله يعلم ما يسرون) من كفرهم وتكذيبهم محمدا، إذا خلا بعضهم إلى بعض، (وما يعلنون) من قولهم: آمنا، إذا لقوا أصحاب


[1] وفي النسخ التي عندنا " فبهذا تبين " مكان " فهذا يبين ".


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست