responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 271
الذين اختارهم موسى من قومه، فسمعوا كلام الله، فلم يمتثلوا أمره، وحرفوا! القول في اخبارهم لقومهم حين رجعوا إليهم، عن ابن عباس، والربيع. فيكون على هذا كلام الله معناه: كلام الله لموسى وقت المناجاة. وقيل: المراد بكلام الله: صفة محمد صلى الله عليه وآله وسلم في التوراة.
وقوله (ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه) قيل فيه وجهان: أحدهما: أن يكون معناه: إنهم غيروه من بعد ما فهموه، فأنكروه عنادا (وهم يعلمون) أنهم يحرفونه أي: يغيرونه والثاني: إن معناه من بعد ما تحققوه، وهم يعلمون ما عليهم في تحريفه من العقاب. والأول أليق بمذهبنا في الموافاة. وإنما أراد الله سبحانه بالآية، أن هؤلاء اليهود الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إن لم يؤمنوا به، وكذبوه، وجحدوا نبوته، فلهم بآبائهم وأسلافهم الذين كانوا في زمان موسى عليه السلام [1] أسوة، إذا جروا على طريقتهم في الجحد والعناد، وهؤلاء الذين عاندوا وحرفوا، كانوا معدودين، يجوز على مثلهم التواطؤ والاتفاق في كتمان الحق، وإن كان يمتنع ذلك على الجمع الكثير، والجم الغفير، لأمر يرجع إلى اختلاف الدواعي، ويبطل قول من قال: إنهم كانوا كلهم عارفين معاندين، لأن الله سبحانه، إنما نسب فريقا منهم إلى المعاندة، وإن كانوا بأجمعهم كافرين. وفي هذه الآية دلالة على عظم الذنب في تحريف الشرع، وهو عام في إظهار البدع في الفتاوى، والقضايا، وجميع أمور الدين.
(وإذ لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون [76]).
اللغة: الحديث، والخبر، والنبأ نظائر مشتق من الحدوث، وكأنه إخبار عن حوادث الزمان. والفتح في الأصل: فتح المغلق، وقد يستعمل في مواضع كثيرة، فمنها الحكم يقال: اللهم افتح بيني وبين فلان أي:
احكم [2]. يقولون متى هذا الفتح أي: متى هذا القضاء. ويوم الفتح: يوم القضاء. وقال الشاعر:


[1] وفي نسخنا المخطوطة والمطبوعة: " كذبوا موسى " بدل: " كانوا في زمان موسى ".
[2] [ومنه و].


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست