responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 178
يحزنه، فإذا صاروا إلى الماضي قالوا: أحزنه. وهذا شاذ نادر، لأنه استعمل أحزن، وأهمل يحزن، واستعمل يحزن، وأهمل حزن. وأصل الباب غلظ الهم، مأخوذ من الحزن: وهو ما غلظ من الأرض.
الاعراب: (إما): هو إن الجزاء دخلت عليها " ما " ليصح دخول نون التأكيد في الفعل ولو أسقطت لم يجز دخول النون، لأنها لا تدخل في الخبر الواجب إلا في القسم، أو ما أشبه القسم، كقولك: زيد ليأتينك، ولو قلت بغير لام لم يجز. وكذلك تقول: بعين ما أرينك، وبجهد ما تبلغن، وفي عضة ما ينبتن شكيرها [1]. ولو قلت بعين أرينك، بغير ما، لم يجز. فدخول ما هاهنا كدخول اللام في أنها تؤكد أول الكلام، وتؤكد النون آخره. والأمر والنهي مما يشتد الحاجة إلى التوكيد فيه. والاستفهام مشبه به، إذ كان معناه أخبرني. والنون إنما تلحق للتوكيد. فلذلك كان من مواضعها. قال الله تعالى (لا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا).
قال الزجاج: وإنما فتح ما قبل النون في قوله (يأتينكم) لسكون الياء، وسكون النون الأولى. قال أبو علي: ولو كان كذلك لما حرك في نحو هل تضربن ونحوه من الصحيح، لأن الساكنين لا يلتقيان في هذا النحو. وفي هذا ما يدل على أن هذه الحركة للبناء دون ما ذكره من التقاء الساكنين، وجواب الشرط في الفاء مع الشرط الثاني وجزائه، لأن الشرط وجوابه بمنزلة المبتدأ والخبر، فكما أن المبتدأ لا يتم إلا بخبره، فكذلك الشرط لا يتم إلا بجزائه. ولك أن تجعل خبر المبتدأ جملة هي مبتدأ وخبر، كقولك زيد أبوه منطلق، فكذلك إن التي للجزاء إذا كان جوابه بالفاء، ووقع بعد الفاء الكلام مستأنفا، صلح أن يكون جزاء وغير جزاء. تقول: إن تأتني فأنت مكرم، ولك أن تقول: إن تأتني فمن يكرمك أكرمه، فقوله (إما يأتينكم) شرط و " يأتينكم " في موضع الجزم بأن، وجزاؤه الفاء وما بعده من قوله (فمن تبع هداي) الآية. و (من) في موضع الرفع بالابتداء. و (تبع) في موضع الجزم بالشرط، وجزاؤه الفاء وما بعده، وهو قوله: (فلا خوف عليهم) ولا خوف عليهم جملة اسمية " ولا هم يحزنون " جملة اسمية معطوفة على الجملة التي قبلها.
والفاء مع ما بعده في موضع جزم بالجزاء، لقوله (من تبع هداي). والشرط والجزاء


[1] العضة: شجر الشوك. شكير: ما ينبت حول الشجرة من أصله.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست