responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 169
الشجرة، وكان بالتناول منها تاركا نفلا وفضلا ولم يكن فاعلا لقبيح، فإن الأنبياء عليهم السلام لا يجوز عليهم القبائح، لا صغيرها ولا كبيرها. وقالت المعتزلة: كان ذلك صغيرة من آدم عليه السلام على اختلاف بينهم في أنه وقع منه على سبيل العمد أو السهو، أو التأويل. وإنما قلنا: إنه لا يجوز مواقعة الكبائر على الأنبياء عليهم السلام، من حيث إن القبيح يستحق فاعله به الذم والعقاب، لأن المعاصي عندنا كلها كبائر، وإنما تسمى صغيرة بإضافتها إلى ما هو أكبر عقابا منها، لأن الإحباط قد دل الدليل عندنا على بطلانه، وإذا بطل ذلك فلا معصية إلا ويستحق فاعلها الذم والعقاب، وإذا كان الذم والعقاب منفيين عن الأنبياء عليهم السلام، وجب أن ينتفي عنهم سائر الذنوب، ولأنه لو جاز عليهم شئ من ذلك لنفر عن قبول قولهم. والمراد بالتنفير أن النفس إلى قبول قول من لا تجوز عليه شيئا من المعاصي أسكن منها إلى قول من يجوز عليه ذلك، ولا يجوز عليهم كل ما يكون منفرا عنه من الخلق المشوهة، والهيئات المستنكرة. وإذا صح ما ذكرناه علمنا أن مخالفة ادم عليه السلام لظاهر النهي كان على الوجه الذي بيناه.
واختلف في الشجرة التي نهي عنها آدم، فقيل: هي السنبلة، عن ابن عباس وقيل: هي الكرمة، عن ابن مسعود والسدي. وقيل: هي التينة، عن ابن جريج. وقيل: هي شجرة الكافور يروى عن علي عليه السلام. وقيل: هي شجرة العلم، علم الخير والشر، عن الكلبي. وقيل: هي شجرة الخلد التي كانت تأكل منها الملائكة، عن ابن جذعان.
وقوله (فتكونا من الظالمين) أي: تكونا بأكلها من الظالمين لأنفسكما، ويجوز أن يقال لمن بخس نفسه الثواب إنه ظالم لنفسه، كقوله تعالى حكاية عن أيوب (إني كنت من الظالمين) حيث بخس نفسه الثواب بترك المندوب إليه. واختلفوا هل كان يجوز ابتداء الخلق في الجنة: فجوز البصريون من أهل العدل ذلك، قالوا: يجوز أن ينعمهم الله في الجنة مؤبدا، تفضلا منه، لا على وجه الثواب، لأن ذلك نعمة منه تعالى، كما أن خلقهم وتعريضهم للثواب نعمة. وقال أبو القاسم البلخي: لا يجوز ذلك لأنه لو فعل ذلك لا يخلو إما أن يكونوا متعبدين بالمعرفة أو لا يكونوا كذلك، فلو كانوا متعبدين لم يكن بد من ترغيب وترهيب، ووعد ووعيد، وكان يكون لا بد من دار أخرى يجازون فيها ويخلدون. وإن كانوا غير متعبدين كانوا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست