responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 167
يكون مصدرا وضع موضع الحال من قوله كلا. قال الخليل: يقال قوم رغد، ونساء رغد، وعيش رغد ورغيد. قال امرؤ القيس:
بينما المرء تراه ناعما * يأمن الأحداث في عيش رغد فعلى هذا يكون تقديره: وكلا منها متوسعين في العيش. و (حيث): مبني على الضم كما تبنى الغاية نحو من قبل، ومن بعد، لأنه منع من الإضافة إلى مفرد، كما منعت الغاية من الإضافة. وإنما يأتي بعده جملة اسمية أو فعلية في تقدير المضاف إليه. (ولا تقربا): مجزوم بالنهي. والألف: ضمير الفاعلين، وقوله (فتكونا): يحتمل أمرين: أحدهما: أن يكون جوابا للنهي فيكون منصوبا بإضمار أن، وأن مع الفعل في تأويل اسم مفرد، وإذا قدر إضمار أن بعد الفاء كان ذلك عطفا على مصدر الفعل المتقدم، فيكون تقديره لا يكون منكما قرب لهذه الشجرة فتكونا من الظالمين. فيكون الكلام جملة واحدة لأن المعطوف يكون من جملة المعطوف عليه، وإنما سميناه جوابا لمشابهته الجزاء في أن الثاني سببه الأول، لأن معنى الكلام ان تقربا هذه الشجرة تكونا من الظالمين. والثاني: أن يكون معطوفا على النهي، فيكون مجزوما، وتكون الفاء عاطفة جملة على جملة، فكأنه قال: فلا تكونا من الظالمين.
المعنى: ثم ذكر سبحانه ما أمر به آدم عليه السلام بعد أن أنعم عليه بما أختصه من العلوم لما أوجب له به من الإعظام، وأسجد له الملائكة الكرام، فقال عز اسمه (وقلنا) وهذه نون الكبرياء والعظمة، لا نون الجمع (يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة) أي: اتخذ أنت وامرأتك الجنة مسكنا ومأوى لتأوي إليه، وتسكن فيه أنت وامرأتك. واختلف في هذا الأمر فقيل: إنه أمر تعبد، وقيل: هو إباحة، لأنه ليس فيه مشقة، فلا يتعلق به تكليف وقوله (وكلا) إباحة، وقوله (ولا تقربا) تعبد بالاتفاق. وروي عن ابن عباس، وابن مسعود: إنه لما أخرج إبليس من الجنة.
ولعن، وبقي آدم وحده، استوحش، إذ ليس معه من يسكن إليه، فخلقت حواء ليسكن إليها. وروي أن الله تعالى ألقى على آدم النوم، وأخذ منه ضلعا، فخلق منه حواء، فاستيقظ آدم فإذا عند رأسه امرأة، فسألها: من أنت؟ قالت: امرأة. قال:
لم خلقت؟ قالت: لتسكن إلي. فقالت الملائكة: ما اسمها يا آدم؟ قال: حواء.
قالوا: ولم سميت حواء؟ قال: لأنها خلقت من حي. فعندها قال الله تعالى (اسكن

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست