responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 133
اللغة: الاستحياء من الحياء، ونقيضه القحة [1]. والضرب يقع على جميع الأعمال إلا قليلا. يقال: ضرب في التجارة، وضرب في الأرض، وضرب في سبيل الله، وضرب بيده إلى كذا، وضرب فلان على يد فلان: إذا أفسد عليه أمرا أخذ فيه، وضرب الأمثال: إنما هو جعلها لتسير في البلاد، يقال:
ضربت القول مثلا، وأرسلته مثلا، وما أشبه ذلك. والبعوض: القرقس، وهو صغار البق، الواحدة بعوضة. والمثل والمثل، كالشبه والشبه، قال كعب بن زهير:
كانت مواعيد عرقوب لنا مثلا * وما مواعيده إلا الأباطيل والفسق والفسوق: الترك لأمر الله. وقال الفراء: الفسق الخروج عن الطاعة، تقول العرب: فسقت الرطبة عن قشرها: إذا خرجت، ولذلك سميت الفأرة فويسقة، لخروجها من جحرها.
الاعراب: " ما " في قوله (ما بعوضة) بالنصب فيه وجوه أحدها: أن تكون ما مزيدة، ومعناها التوكيد، كما في قول (فبما رحمة من الله لنت لهم) وتقديره إن الله لا يستحي أن يضرب بعوضة مثلا، أو مثلا بعوضة، فيكون بعوضة مفعولا ثانيا ليضرب وثانيها: أن يكون (ما) نكرة مفسرة ببعوضة، كما يكون نكرة موصوفة في قوله تعالى: (هذا ما لدي عتيد) فيكون تقديره لا يستحي أن يضرب مثلا شيئا من الأشياء، بعوضة، فتكون بعوضة بدلا من شيئا وثالثها: ما يحكى عن الفراء أن معناه: ما بين بعوضة إلى ما فوقها، كما يقال مطرنا ما زبالة إلى التعلبية، وله عشرون ما ناقة فجملا، وهي أحسن الناس، ما قرنا فقدما، يعنون ما بين في جميع ذلك. والاختيار عند البصريين الوجه الأول.
وإنما اختير هذا الوجه لأن ضرب ههنا بمعنى جعل، فجاز أن يتعدى إلى مفعولين، ويدخل على المبتدأ والخبر. وفي التنزيل ما يدل عليه، وهو قوله تعالى:
(إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء) فمثل الحياة: مبتدأ، وكماء:
خبره. وفي موضع آخر (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء) فدخل اضرب على


[1] القحة كعدة: من وقح الرجل: إذا قل حياؤه.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست