responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير كنز الدقائق نویسنده : المشهدي، الميرزا محمد    جلد : 2  صفحه : 636
صدقة، عن جعفر بن محمد (عليه السلام): أن إبراهيم أول من حول له الرمل دقيقا، وذلك أنه قصد صديقا له بمصر في قرض طعام، فلم يجده في منزله، فكره أن يرجع بالحمار خاليا فملا جرابه رملا، فلما دخل بمنزله خلى بين الحمار وبين سارة استحياء منها ودخل البيت ونام، ففتحت سارة عن دقيق أجود ما يكون فخبزت وقدمت إليه طعاما طيبا، فقال إبراهيم: من أين لك هذا؟ فقالت: من الدقيق الذي حملته من عند خليلك المصري، فقال إبراهيم (عليه السلام): أما أنه خليلي وليس بمصري، فلذلك أعطي الخلة، فشكر الله وحمده فأكل [1].
وفي أصول الكافي: محمد بن الحسن، عمن ذكره، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله (تبارك وتعالى) اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا [2] وإن الله اتخذه نبيا قبل


[1] تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 153 س 7 في تفسيره لآية 125 من سورة النساء.
[2] قوله: (إن الله اتخذ إبراهيم عبدا) إلخ قبلية العبودية على النبوة والنبوة على الرسالة ظاهرة، فإن
الرسالة أرفع درجة من النبوة أرفع درجة من العبودية، فإن أكثر الناس لهم درجة العبودية،
وليست لهم درجة النبوة. وأما قبلية الرسالة على الخلة والخلة على الإمامة فالوجه فيها أن الخلة هي
فراغ القلب عن جميع ما سواه والخليل من لا يتسع القلب لغيره، وقد كان إبراهيم بهذه الصفة، كما
يرشد إليه قوله: - حين قال له جبرئيل: ألك حاجة وقد رمي بالمنجنيق - أما إليك فلا، فنفى (عليه
السلام) في تلك الحالة العظيمة أن يكون له حاجة إلى غير الله تعالى، ولا شبهة في أن هذه الدرجة
فوق درجة الرسالة، إذ كل رسول لا يلزم أن تكون له هذه الدرجة. وأما الإمامة فهي أفضل من
الخلة، لأنها فضيلة شريفة ودرجة رفيعة، وأجل قدرا وأعظم شأنا وأعلى مكانا وأمنع جانبا وأبعد
غورا من أن يبلغها البشر بعقولهم، وقد شرف الله تعالى إبراهيم (عليه السلام) بها فقال: " أني
جاعلك للناس إماما " بعد ما أعطاه الدرجات السابقة، فمن جهة عظم الإمامة في عينه (عليه
السلام) قال سرورا بها " ومن ذريتي " فقال الله تعالى إيماء إلى إجابة دعائه، وتصريحا بأن الظالم في
الجملة لا ينالها: " لا ينال عهدي الظالمين " فأبطلت هذه الآية إمامة كل سفيه وتقدم كل ظالم على
البر التقي إلى يوم القيامة، وقررتها في الصفوة، ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذرية أهل الصفوة
والطهارة فقال: " ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا
وأوحينا إليهم فعل الخيرات وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين " فلم تزل الإمامة والخلافة
في ذريته الطاهرة يرثها بعض عن بعض قرنا بعد قرن حتى ورثها الله تعالى نبينا (صلى الله عليه وآله
وسلم) فقال: " أن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين "
فكانت لهم خاصة فقلدها (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) بأمر الله تعالى فصارت
في ذريته الأصفياء الأتقياء البررة الكرماء الذين هم أولوا الامر كما قال الله تعالى: " يا أيها الذين
آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " ثم طائفة من الصوص المتغلبة الذين نشأت
عقولهم وعظامهم ولحومهم في عبادة الأوثان، وغصبوها من أهل الصفوة فضلوا وأضلوا كثيرا (شرح
أصول الكافي للمولى المازندراني: ج 5 137).


نام کتاب : تفسير كنز الدقائق نویسنده : المشهدي، الميرزا محمد    جلد : 2  صفحه : 636
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست