والضالين: النصارى لقوله تعالى: (قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا) [1]. وقيل: يتجه أن يقال: المغضوب عليهم: العصاة، والضالون: الجاهلون بالله، لان المنعم عليه من وفق للجمع بين معرفة الحق لذاته، والخير للعمل به، فكان المقابل له من اختلت إحدى قوتيه العاقلة والعاملة، والمخل بالعمل فاسق: فمغضوب عليه، لقوله تعالى في القاتل عمدا: (وغضب الله عليه) [2]. والمخل بالعلم جاهل ضال لقوله تعالى: (فماذا بعد الحق إلا الضلال) [3]. وأقول: يحتمل أن يكون المراد (بالمغضوب عليهم): الكفار الذين غضب عليهم فلم يهتدوا إلى طريق من طرق الحق أصلا. وبالضالين: الذين من الله عليهم بالاسلام وأدخلهم في زمرة أهل الايمان، فضلوا الطريق ولم يتفطنوا لما هو المرام. وقرئ " ولا الضالون " بالرفع، و (لا الضالين) بالهمزة على لغة من جد في الهرب عن التقاء الساكنين. وفي الحديث: إذا قال العبد: (إهدنا الصراط المستقيم) إلى آخرها، قال الله: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل، قد استجبت لعبدي وأعطيته ما أمل وآمنته ما منه وجل [4]. وروى علي بن إبراهيم بإسناده عن علي بن عقبة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن إبليس رن رنتين: لما بعث الله نبيه (صلى الله عليه وآله) على حين فترة من الرسل، وحين نزلت أم الكتاب [5]. وروي عن أبي محمد العسكري، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن (بسم الله الرحمن الرحيم) آية من فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات تمامها (بسم الله الرحمن الرحيم)، سمعت رسول الله
[1] سورة المائدة: الآية 77. [2] سورة النساء: الآية 93. [3] سورة يونس: الآية 32. [4] عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 301، ح 59. [5] تفسير القمي: ج 1، ص 29، وفيه: " إن إبليس أن أنينا "