لحن تفسد به الصلاة، ولا ينعقد به صريح اليمين، وقد جاء لضرورة الشعر. ألا لا بارك الله في سهيل * إذا ما الله بارك في الرجال [1] هذا أصله، ثم وضع علما للذات المخصوصة. قيل: وهو اسم الله الأعظم، لأنه لا يخرج بالتصرف فيه ما أمكن عن معنى. وفي تهذيب الأحكام: محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن حماد بن زيد، عن عبد الله يحيى الكاهلي، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: " بسم الله الرحمن الرحيم " أقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها [2]. وفي مهج الدعوات: بإسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار، من كتاب فضل الدعاء بإسناده إلى معاوية بن عمار، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: " بسم الله الرحمن الرحيم " من اسم الله الأكبر، أو قال: الأعظم [3]. وبرواية ابن عباس قال (صلى الله عليه وآله): " بسم الله الرحمن الرحيم " اسم من أسماء الله الأكبر، وما بينه وبين اسم الله الأكبر، إلا كما بين سواد العين و بياضها [4]. الرحمن الرحيم: صفتان للمبالغة، من رحم بالضم، كالغضبان من غضب، والعليم من علم، بعد نقله إلى فعل. وهي انعطاف للقلب يصير سبب الاحسان. و منه الرحم، لانعطافها على ما فيها. وأسماء الله تعالى تؤخذ باعتبار الغايات التي هي الافعال، دون المبادئ التي هي الانفعالات. وفي نهج البلاغة: رحيم لا يوصف بالرقة [5].
[1] لسان العرب: ج 13، ص 471، في لغة (أله) وفيه: انما أراد الله فقصر ضرورة. [2] التهذيب: ج 2، باب 15، باب كيفية الصلاة وصفتها والمفروض من ذلك والمسنون، ص 289، ح 15. [3] مهج الدعوات: ص 316. [4] مهج الدعوات: ص 319. [5] نهج البلاغة: ص 258، خطبة 179.