تفسير سورة الحمد - الحكيم، السيد محمد باقر

نام کتاب : تفسير سورة الحمد نویسنده : الحكيم، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 156

وتعالى فيض يفيضه لسد حاجات ونواقص الموجودات التي بحسب ذاتها تكون فقيرة ومحتاجة إلى الكامل المطلق.
و (رحمان) على وزن (فعلان) صيغة مبالغة، والمبالغة في هذا الوصف - كما يذكر المفسرون - انما هي مبالغة في جانب السعة والشمول، وهذا الشمول إما من حيث إن هذه الرحمة واسعة وشاملة لكل شئ: * (... ربنا وسعت كل شئ رحمة...) * [1]، بحيث تشمل المؤمن والكافر ولا تختص بالمؤمن فقط، وإما على أساس أن رحمة الله تشمل الإنسان في الدنيا والآخرة ولا تختص به في الدار الدنيا فقط.
5 - الرحيم:
وتشترك مع (الرحمن) في أصل مادة الاشتقاق (الرحمة)، وفي كونها صيغة من صيغ المبالغة أيضا.
وحينئذ لو قلنا: إن لا فرق بين معنى اللفظين باعتبار وحدة المادة بينهما ووحدة مدلول صيغة الاشتقاق وإن اختلفا في (الوزن) الاشتقاقي فستكون لفظة (رحيم) حينئذ تكرارا للفظة (الرحمن) لتأكيد المعنى مع التفنن في التعبير لاختلاف الوزن.
وإذا قلنا باختلاف المعنى بينهما كما ذهب إلى ذلك بعض المفسرين وقالوا بوجود فرق في المعنى بينهما من حيث تدل صيغة (الرحمن) على المبالغة والكثرة في (الرحمة) مع السعة والشمول، وأما صيغة (الرحيم) فهي تدل على المبالغة

[1] غافر: 7.

نام کتاب : تفسير سورة الحمد نویسنده : الحكيم، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 156

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست