نام کتاب : تفسير جوامع الجامع نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 634
ليس عليكم وعلى من في مثل حالكم من المؤمنين * (حرج) * في ذلك، وقيل: كان هؤلاء يتوقون مجالسة الناس ومؤاكلتهم لما عسى أن يلحقهم من الكراهة من قبلهم [1]. وقيل: كانوا يخرجون إلى الغزو ويخلفون الضعفاء في بيوتهم ويدفعون إليهم المفاتيح ويأذنون لهم أن يأكلوا من بيوتهم فكانوا يتحرجون، فقيل: ليس على هؤلاء الضعفاء حرج فيما تحرجون عنه ولا عليكم * (أن تأكلوا) * من هذه البيوت [2]، ولم يأت ذكر الأولاد لأن ذكرهم قد دخل في قوله: * (من بيوتكم) * لأن ولد الرجل بعضه، وحكمه حكم نفسه. وفي الحديث: " إن أطيب ما يأكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه " [3]. وملك المفاتيح: كونها في يده وحفظه، و " الصديق " يكون واحدا أو [4] جمعا، وكذلك العدو، والمعنى: أو بيوت أصدقائكم، وعن أئمة الهدى (عليهم السلام) قالوا: " لا بأس بالأكل لهؤلاء من بيوت من ذكره الله تعالى بغير إذنهم قدر حاجتهم من غير إسراف " [5]. وعن الحسن: أنه دخل داره فإذا حلقة من أصدقائه وقد استلوا سلالا من تحت سريره فيها الخبيص وأطايب الأطعمة وهم يأكلون، فتهلل وجهه سرورا وقال: هكذا وجدناهم - يريد كبراء الصحابة - وكان الرجل منهم يدخل دار صديقه وهو غائب، فيسأل جاريته كيسه فيأخذ ما شاء، فإذا حضر مولاها فأخبرته أعتقها سرورا بذلك [6].
[1] قاله ابن عباس والضحاك والكلبي. راجع تفسير الماوردي: ج 4 ص 122. [2] قاله سعيد بن المسيب. راجع تفسير البغوي: ج 3 ص 357. [3] مسند أحمد: ج 6 ص 31 و 42، سنن البيهقي: ج 7 ص 480. [4] في نسخة: " و " بدل " أو ". [5] التبيان: ج 7 ص 463. [6] حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 3 ص 358.
نام کتاب : تفسير جوامع الجامع نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 634