responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 92

لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً » كل ذلك يشهد على أن المراد بقوله : « وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ » بيان أن التلاقي على هذا الوجه لم يكن إلا بمشية خاصة من الله سبحانه حيث نزل المشركون وهم ذوو عدة وشدة بالعدوة القصوى وفيها الماء والأرض الصلبة ، والمؤمنون على قلة عددهم وهوان أمرهم بالعدوة الدنيا ولا ماء فيها والأرض رملية لا تثبت تحت أقدامهم ، وتخلص العير منهم إذ ضرب أبو سفيان في الساحل أسفل ، وتلاقى الفريقان لا حاجز بينهما ولا مناص عندئذ عن الحرب ، فالتلاقي والمواجهة على هذا الوجه ثم ظهور المؤمنين على المشركين ، لم يكن عن أسباب عادية بل لمشية خاصة إلهية ظهرت بها قدرته وبانت بها عنايته الخاصة ونصره وتأييده للمؤمنين.

فقوله : « وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ » بيان أن هذا التلاقي لم يكن عن سابق قصد وعزيمة ، ولا روية أو مشورة ، ولهذا المعنى عقبه بقوله : « وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً » بما فيه من الاستدراك.

وقوله « لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ » لتعليل ما قضي به من الأمر المفعول أي إن الله إنما قضى هذا الذي جرى بينكم من التلاقي والمواجهة ثم تأييد المؤمنين وخذلان المشركين ليكون ذلك بينة ظاهرة على حقية الحق وبطلان الباطل فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.

وبذلك يظهر أن المراد بالهلاكة والحياة هو الهدى والضلال لأن ذلك هو الذي يرتبط به وجود الآية البينة ظاهرا.

وكذا قوله : « وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ » عطف على قوله : « لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ » إلخ ، أي وإن الله إنما قضى ما قضى وفعل ما فعل لأنه سميع يسمع دعاءكم عليم يعلم ما في صدوركم ، وفيه إشارة إلى ما ذكره في صدر الآيات : « إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ » إلى آخر الآيات.

وعلى هذا السياق ـ أي لبيان أن مرجع الأمر في هذه الواقعة هو القضاء الخاص الإلهي دون الأسباب العادية ـ سيق قوله تعالى بعد : « إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً » إلخ ، وقوله : « وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ » إلخ ، وقوله : « إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ » إلخ.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست