نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 9 صفحه : 73
وعلى الثاني أن
سياق الآية ينافي كون المراد بالعذاب فيها عذاب الآخرة ، وخاصة بالنظر إلى قوله في
الآية الثالثة ـ وهي في سياق الآية الأولى ـ « فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ
تَكْفُرُونَ ».
وعلى الثالث :
أن ذلك خلاف ظاهر الآية بلا شك حيث إن ظاهرها إثبات الاستغفار لهم حالا مستمرا
لاستدعائه وهو ظاهر.
وقوله : « وَما كانَ صَلاتُهُمْ
» الضمير
لهؤلاء الصادين المذكورين في الآية السابقة وهم المشركون من قريش ، وقوله : « فَذُوقُوا الْعَذابَ
بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ » بيان إنجاز العذاب الموعد لهم بقرينة التفريع بالفاء.
ومن هنا يتأيد
أن الآيتين متصلتان كلاما واحدا وقوله : « وَما كانَ » إلخ جملة حالية والمعنى : وما لهم أن لا يعذبهم الله
والحال أنهم يصدون العباد من المؤمنين عن المسجد الحرام وما كان صلاتهم عند البيت
إلا ملعبة من المكاء والتصدية فإذا كان كذلك فليذوقوا العذاب بما كانوا يكفرون ،
والالتفات في قوله : «
فَذُوقُوا الْعَذابَ » عن الغيبة إلى الخطاب لبلوغ التشديد.
ويستفاد من
الآيتين أن الكعبة المشرفة لو تركت بالصد استعقب ذلك المؤاخذة الإلهية بالعذاب قال
علي عليهالسلام في بعض وصاياه : « الله الله في بيت ربكم فإنه إن ترك
لم تنظروا [١] ».
قوله
تعالى : « إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ » إلى آخر الآية يبين حال الكفار في ضلال سعيهم الذي
يسعونه لإبطال دعوة الله والمنع عن سلوك السالكين لسبيل الله ، ويشرح ذلك قوله : « فَسَيُنْفِقُونَها
ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ » إلخ.