responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 404

لهم أن ينفروا كافة ، ولازمه أن يكون النفر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله منهم.

فالآية تنهى مؤمني سائر البلاد غير مدينة الرسول أن ينفروا إلى الجهاد كافة بل يحضضهم أن ينفر طائفة منهم إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للتفقه في الدين وينفر إلى الجهاد غيرهم.

والأنسب بهذا المعنى أن يكون الضمير في قوله « رَجَعُوا » للطائفة المتفقهين ، وفي قوله : « إِلَيْهِمْ » لقومهم والمراد إذا رجع هؤلاء المتفقهون إلى قومهم ، ويمكن العكس بأن يكون المعنى : إذا رجع قومهم من الجهاد إلى هؤلاء الطائفة بعد تفقههم ورجوعهم إلى أوطانهم.

ومعنى الآية لا يجوز لمؤمني البلاد أن يخرجوا إلى الجهاد جميعا فهلا نفر وخرج إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله طائفة من كل فرقة من فرق المؤمنين ليتحققوا الفقه والفهم في الدين فيعملوا به لأنفسهم ولينذروا بنشر معارف الدين وذكر آثار المخالفة لأصوله وفروعه قومهم إذا رجعت هذه الطائفة إليهم لعلهم يحذرون ويتقون.

ومن هنا يظهر أولا : أن المراد بالتفقه تفهم جميع المعارف الدينية من أصول وفروع لا خصوص الأحكام العملية وهو الفقه المصطلح عليه عند المتشرعة ، والدليل عليه قوله : « لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ » فإن ذلك أمر إنما يتم بالتفقه في جميع الدين وهو ظاهر.

وثانيا : أن النفر إلى الجهاد موضوع عن طلبة العلم الديني بدلالة من الآية.

وثالثا : أن سائر المعاني المحتملة التي ذكروها في الآية بعيدة عن السياق كقول بعضهم : إن المراد بقوله : « لِيَنْفِرُوا كَافَّةً » نفرهم إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للتفقه ، وقول بعضهم في « فَلَوْ لا نَفَرَ » أي إلى الجهاد ، والمراد بقوله : « لِيَتَفَقَّهُوا » أي الباقون المتخلفون فينذروا قومهم النافرين إلى الجهاد إذا رجعوا إلى أولئك المتخلفين. فهذه ونظائرها معان بعيدة لا جدوى في التعرض لها والإطناب في البحث عنها.

قوله تعالى : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ » أمر بالجهاد العام الذي فيه توسع الإسلام حتى يشيع في الدنيا فإن قتال كل طائفة من المؤمنين من يليهم من الكفار لا ينتهي إلا باتساع الإسلام اتساعا باستقرار سلطنته على الدنيا وإحاطته بالناس جميعا.

والمراد بقوله : « وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً » أي الشدة في ذات الله وليس يعني بها الخشونة والفظاظة وسوء الخلق والقساوة والجفاء فجميع الأصول الدينية تذم ذلك

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست