responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 403

قوله تعالى : « ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ » إلى آخر الآيتين الرغبة ميل خاص نفساني والرغبة في الشيء الميل إليه لطلب منفعة فيه ، والرغبة عن الشيء الميل عنه بتركه والباء للسببية فقوله : « وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ » معناه وليس لهم أن يشتغلوا بأنفسهم عن نفسه فيتركوه عند مخاطر المغازي وفي تعب الأسفار ودعثائها ويقعدوا للتمتع من لذائذ الحياة ، والظمأ العطش ، والنصب التعب والمخمصة المجاعة ، والغيظ أشد الغضب ، والموطأ الأرض التي توطأ بالأقدام.

والآية تسلب حق التخلف عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من أهل المدينة والأعراب الذين حولها ثم تذكر أن الله قابل هذا السلب منهم بأنه يكتب لهم في كل مصيبة تصيبهم في الجهاد من جوع وعطش وتعب وفي كل أرض يطئونها فيغيظون به الكفار أو نيل نالوه منهم عملا صالحا فإنهم محسنون والله لا يضيع أجر المحسنين ، وهذا معنى قوله :« ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ » إلخ.

ثم ذكر أن نفقاتهم صغيرة يسيرة كانت أو كبيرة خطيرة وكذا كل واد قطعوه فإنه مكتوب لهم محفوظ لأجلهم ليجزوا به أحسن الجزاء.

وقوله : « لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ » غاية متعلقه بقوله : « كُتِبَ لَهُمْ » أي غاية هذه الكتابة هي أن يجزيهم بأحسن أعمالهم ، وإنما خص جزاء أحسن الأعمال بالذكر لأن رغبة العامل عاكفة عليه ، أو لأن الجزاء بأحسنها يستلزم الجزاء بغيره ، أو لأن المراد بأحسن الأعمال الجهاد في سبيل الله لكونه أشقها وقيام الدعوة الدينية به.

وهاهنا معنى آخر وهو أن جزاء العمل في الحقيقة إنما هو نفس العمل عائدا إلى الله فأحسن الجزاء هو أحسن العمل فالجزاء بأحسن الأعمال في معنى الجزاء بأحسن الجزاء ومعنى آخر وهو أن يغفر الله سبحانه سيئاتهم المشوبة بأعمالهم الحسنة ويستر جهات نقصها فيكون العمل أحسن بعد ما كان حسنا ثم يجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون فافهم ذلك وربما رجع المعنيان إلى معنى واحد.

قوله تعالى : « وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ » السياق يدل على أن المراد بقوله : « لِيَنْفِرُوا كَافَّةً » لينفروا وليخرجوا إلى الجهاد جميعا ، وقوله : « فِرْقَةٍ مِنْهُمْ » الضمير للمؤمنين الذين ليس

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست