responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 391

الآتي : « أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ » إلخ ، لبيان الرجحان الثاني.

قوله تعالى : « أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ » إلى آخر الآية شفا البئر طرفه ، وجرف الوادي جانبه الذي انحفر بالماء أصله وهار الشيء يهار فهو هائر وربما يقال : هار بالقلب وأنهار ينهار انهيارا أي سقط عن لين فقوله : « عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ » استعارة تخييلية شبه فيها حالهم بحال من بنى بنيانا على نهاية شفير واد لا ثقة بثباتها وقوامها فتساقطت بما بني عليه من البنيان وكان في أصله جهنم فوقع في ناره ، وهذا بخلاف من بنى بنيانه على تقوى من الله ورضوان منه أي جرى في حياته على اتقاء عذاب الله وابتغاء رضاه.

وظاهر السياق أن قوله : « أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى » إلخ ، وقوله : « أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ » إلخ ، مثلان يمثل بهما بنيان حياة المؤمنين والمنافقين وهو الدين والطريق الذي يجريان عليه فيها فدين المؤمن هو تقوى الله وابتغاء رضوانه عن يقين به ، ودين المنافق مبني على التزلزل والشك.

ولذلك أعقبه الله تعالى وزاد في بيانه بقوله : « لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ » يعني المنافقين « الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً » وشكا « فِي قُلُوبِهِمْ » لا يتعدى إلى مرحلة اليقين « إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ » فتتلاشى الريبة بتلاشيها « وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ » ولذلك يضع هؤلاء ويرفع أولئك.

( بحث روائي )

في المجمع ، قال المفسرون : إن بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قبا ، وبعثوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأتيهم فأتاهم وصلى فيه ـ فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غنم بن عوف ـ فقالوا : نبني مسجدا فنصلي فيه ولا نحضر جماعة محمد ، وكانوا اثني عشر رجلا ، وقيل : خمسة عشر رجلا ، منهم : ثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير ـ ونبتل بن الحارث فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد قبا ـ.

فلما بنوه أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يتجهز إلى تبوك ـ فقالوا : يا رسول الله إنا قد بنينا مسجدا ـ لذي العلة والحاجة والليلة الممطرة والليلة الشاتية ، ـ وإنا نحب أن تأتينا فتصلي فيه لنا ـ وتدعو بالبركة فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني على جناح سفر ـ ولو قدمنا أتيناكم إن شاء الله فصلينا لكم فيه ، فلما انصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من تبوك ـ نزلت

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست