الكلام جار على
الغرض السابق يبين به حال الأعراب في كفرهم ونفاقهم وإيمانهم وفي خلال الآيات آية
الصدقة.
قوله تعالى : « الْأَعْرابُ أَشَدُّ
كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى
رَسُولِهِ » الآية ، قال الراغب في المفردات ، : العرب ولد إسماعيل ، والأعراب جمعه
في الأصل ، وصار ذلك اسما لسكان البادية : « قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا » والْأَعْرابُ
أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً.وَمِنَ
الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ » ، وقيل في جمع الأعراب : أعاريب ، قال الشاعر :
أعاريب ذوو
فخر بإفك
وألسنة لطاف
في المقال
والأعرابي في
التعارف صار اسما للمنسوب إلى سكان البادية ، والعربي المفصح والإعراب البيان ،
انتهى موضع الحاجة. يبين تعالى حال سكان البادية وأنهم أشد كفرا ونفاقا لأنهم
لبعدهم عن المدنية والحضارة ، وحرمانهم من بركات الإنسانية من العلم والأدب أقسى
وأجفى ، فهم أجدر وأحرى أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله من
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 9 صفحه : 370