responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 354

وفي الدر المنثور ، أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عروة : أن عبد الله بن أبي قال لأصحابه : لو لا أنكم تنفقون على محمد وأصحابه لانفضوا من حوله ، وهو القائل : ليخرجن الأعز منها الأذل ـ فأنزل الله عز وجل : « اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً ـ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ » قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لأزيدن على السبعين فأنزل الله : ( سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ).

وفيه ، أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال : ـ لما نزلت : « إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ » قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : سأزيد على سبعين ـ فأنزل الله في السورة التي يذكر فيها المنافقون « فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ».

وفيه ، أخرج ابن جرير عن ابن عباس : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ـ لما نزلت هذه الآية ـ أسمع ربي قد رخص لي فيهم ـ فوالله لأستغفرن أكثر من سبعين مرة ـ لعل الله أن يغفر لهم فقال الله من شدة غضبه عليهم : « سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ـ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ ».

أقول : مما لا ريب فيه أن هذه الآيات مما نزلت في أواخر عهد النبي عليه‌السلام وقد سبقتها في النزول السور المكية عامة وأكثر السور والآيات المدنية قطعا ، ومما لا ريب فيه لمن يتدبر كتاب الله أنه لا رجاء في نجاة الكفار والمنافقين وهم أشد منهم إذا ماتوا على كفرهم ونفاقهم ، ولا مطمع في شمول المغفرة الإلهية لهم فهناك آيات كثيرة مكية ومدنية صريحة قاطعة في ذلك.

والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أجل من أن يخفى عليه ما أنزله الله إليه أو أن لا يثق بما وعدهم الله من العذاب المخلد وعدا حتميا فيطمع في نقض القضاء المحتوم بالإصرار عليه تعالى والإلحاح في طلب الغفران لهم.

أو أن يخفى عليه أن الترديد في الآية لبيان اللغوية وأن لا خصوصية لعدد السبعين حتى يطمع في مغفرتهم لو زاد على السبعين.

وليت شعري ما ذا يزيد قوله تعالى في سورة المنافقون : « سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ » على قوله تعالى في هذه الآية « اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست