responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 337

الآية في سياق واحد متصل وفي الآية تشبيه حال المنافقين بحال من كان قبلهم من الكفار والمنافقين وقياسهم إليهم ليستشهد بذلك على ما قيل : إن المنافقين والمنافقات بعضهم من بعض وأنهم جميعا والكفار ذوو طبيعة واحدة في الإعراض عن ذكر الله والإقبال على الاستمتاع بما أوتوا من أعراض الدنيا من أموال وأولاد والخوض في آيات الله ثم في حبط أعمالهم في الدنيا والآخرة والخسران.

ومعنى الآية ـ والله أعلم ـ أنتم كالذين من قبلكم كانت لهم قوة وأموال وأولاد بل أشد وأكثر في ذلك منكم ، فاستمتعوا بنصيبهم وقد تفرع على هذه المماثلة أنكم استمتعتم كما استمتعوا وخضتم كما خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون وأنتم أيضا أمثالهم في الحبط والخسران ولذا وعدكم النار الخالدة ولعنكم.

وذكر كون قوة من قبلهم أشد وأموالهم وأولادهم أكثر للإيماء إلى أنهم لم يعجزوا الله بذلك ، ولم يدفع ذلك عنهم غائلة الحبط والخسران فكيف بكم وأنتم أضعف قوة وأقل أموالا وأولادا؟.

قوله تعالى : « أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْراهِيمَ وَأَصْحابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكاتِ » الآية رجوع إلى السياق الأول وهو سياق مخاطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مع افتراض الغيبة في المنافقين ، وتذكير لهم بما قص عليهم القرآن من قصص الأمم الماضين.

فذاك قوم نوح عمهم الله سبحانه بالغرق ، وعاد وهم قوم هود أهلكهم بريح صرصر عاتية ، وثمود وهم قوم صالح عذبهم بالرجفة ، وقوم إبراهيم أهلك ملكهم نمرود وسلب عنهم النعمة ، والمؤتفكات وهي القرى المنقلبات على وجهها ـ من ائتفكت الأرض إذا انقلبت ـ قرى قوم لوط جعل عاليها سافلها.

وقوله : « أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ » أي بالواضحات من الآيات والحجج والبراهين وهو بيان إجمالي لنبئهم أي كان نبؤهم أن أتتهم رسلهم بالآيات البينة فكذبوها فانتهى أمرهم إلى الهلاك ، ولم يكن من شأن السنة الإلهية أن يظلمهم لأنه بين لهم الحق والباطل ، وميز الرشد من الغي ، والهدى من الضلال ، ولكن كان أولئك الأقوام

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست