نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 9 صفحه : 326
«
سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ » الآية : ـ ٩٥ من السورة.
فيتلخص من
الآيات أن جماعة ممن خرج مع النبي صلىاللهعليهوآله تواطئوا على أن يمكروا بالنبي صلىاللهعليهوآله ، وأسروا عند ذلك فيما بينهم بكلمات كفروا بها بعد
إسلامهم ثم هموا أن يفعلوا ما اتفقوا عليه بفتك أو نحوه فأبطل الله كيدهم وفضحهم
وكشف عنهم فلما سئلوا عن ذلك قالوا : إنما كنا نخوض ونلعب فعاتبهم الله بلسان
رسوله صلىاللهعليهوآله بأنه استهزاء بالله وآياته ورسوله ، وهددهم بالعذاب إن
لم يتوبوا ، وأمر نبيه صلىاللهعليهوآله أن يجاهدهم ويجاهد الكافرين.
فالآيات ـ كما
ترى ـ أوضح انطباقا على حديث العقبة منها على غيره من القصص التي تتضمنها الروايات
الآخر الواردة في بيان سبب نزول الآيات ، وسنورد جلها في البحث الروائي الآتي إن
شاء الله تعالى.
قوله
تعالى : « يَحْذَرُ
الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِما فِي
قُلُوبِهِمْ » إلى آخر الآية. كان المنافقون يشاهدون أن جل ما يستسرون به من شئون
النفاق ؛ ويناجي به بعضهم بعضا من كلمة الكفر ووجوه الهمز واللمز والاستهزاء أو
جميع ذلك لا يخفى على الرسول ، ويتلى على الناس في آيات من القرآن يذكر النبي صلىاللهعليهوآله أنه من وحي الله ، ولا محالة كانوا لا يؤمنون بأنه وحي
نزل به الروح الأمين على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ويقدرون أن ذلك مما يتجسسه المؤمنون فيخبرون به النبي
صلىاللهعليهوآله فيخرجه لهم في صورة كتاب سماوي نازل عليهم وهم مع ذلك
كانوا يخافون ظهور نفاقهم وخروج ما خبوه في سرائرهم الخبيثة لأن السلطنة والظهور
كانت للنبي صلىاللهعليهوآله عليهم يجري فيهم ما يأمر به ويحكم عليه.
فهم كانوا
يحذرون نزول سورة يظهر بها ما أضمروه من الكفر وهموا به من تقليب الأمور على النبي
صلىاللهعليهوآله وقصده بما يبطل به نجاح دعوته وتمام كلمته فأمر الله
نبيه صلىاللهعليهوآله أن يبلغهم أن الله عالم بما في صدورهم مخرج ما يحذرون
خروجه وظهوره بنزول سورة من عنده أي يخبرهم بأن الله منزل سورة هذا نعتها.
وبهذا يستنير
معنى الآية فقوله : «
يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ » الخطاب للنبي صلىاللهعليهوآله ووجه الكلام إليه ، وهو يعلم بتعليم الله أن هذا الكلام
الذي
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 9 صفحه : 326