responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 316

والوجهان وإن كانا لا بأس بهما في نفسهما لكن يبعد ذلك لزوم التفكيك في قوله : « يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ » بين « يُؤْمِنُ » الأول والثاني من غير نكتة ظاهرة إلا أن يحمل على التفنن في التعبير ومع ذلك فالنتيجة هي النتيجة السابقة فإن إيمانه بالمؤمنين لا يختص بالمخبرين خاصة حتى يصدق خبرهم ويؤاخذ آخرين إذا أخبر بما يضرهم بل إيمان يعم جميع المؤمنين فيصدق المخبر في خبره بمعنى إعطاء الصدق المخبري ويصدق المخبر عنه بحمل فعله على الصحة فافهم ذلك.

وعده تعالى نبيه في قوله : « وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ » رحمة لقوم خاص في هذه الآية مع عده رحمة للناس كلهم في قوله عز وجل : « وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ » الأنبياء : ـ ١٠٧ إنما هو لاختلاف المراد بالرحمة في الآيتين فالمراد بها هاهنا الرحمة الفعلية وهناك الرحمة الشأنية.

وبعبارة أخرى هو صلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة لمن آمن به حقا بمعنى أن الله سبحانه أنقذه به من الضلالة وختم له بالسعادة والكرامة ، ورحمة للناس كلهم مؤمنهم وكافرهم ، من معاصريه وممن يأتي بعده بمعنى أن الله بعثه ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بملة بيضاء وسنة طيبة فحول المجتمع البشري وصرفه عن مسيره المنحرف عن الاستقامة إلى طريق الشقاوة والهلاك ، وأنار بمشعلته صراط الفطرة الإلهية فمن راكب على السبيل فائز بالغاية المطلوبة ، ومن خارج عن مسير الردى والهلكة ولما يركب متن الصراط الفطري ، ومن قاصد للخروج والورود ولما يخرج وهذا حال المجتمع العام البشري بعد طلوع الإسلام وبسطة معارفه بين الناس وإيصاله إلى سمع كل سامع وتأثيره في كل من السنن الاجتماعية بما في وسعه أن يتأثر به ، وهذا مما لا يرتاب فيه باحث عن طبيعة المجتمع الإنساني ، وهذا الوجه قريب المأخذ من الوجه السابق أو راجع إليه بالحقيقة.

قوله تعالى : « يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ » قال في المجمع : ، « الفرق بين الأحق والأصلح أن الأحق قد يكون من غير صفات الفعل كقولك : زيد أحق بالمال ، والأصلح لا يقع هذا الموقع لأنه من صفات الفعل وتقول : الله أحق بأن يطاع ولا تقول أصلح ». انتهى.

والسبب الأصلي فيه أن الصلاحية والصلوح يحمل معنى الاستعداد والتهيؤ ، والحق يحمل معنى الثبوت واللزوم ، والله سبحانه لا يتصف بشيء من معنى الاستعداد

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست