responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 294

النقل وأرباب السير من الشيعة وأهل السنة ، وهي على كثرتها متدافعة مضطربة لا يسع نقدها واستخراج الصافي منها مجال هذا الكتاب ، وللدلالة على إجمال القصة فيما أوردناه كفاية وهو كالمتفق عليه بين أخبار الفريقين.

وفي الدر المنثور ، أخرج خيثمة بن سليمان الطرابلسي في فضائل الصحابة وابن عساكر عن علي بن أبي طالب قال : إن الله ذم الناس كلهم ومدح أبا بكر فقال : ( إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ ـ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ ـ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا ).

أقول : نقد البحث في مضامين الآيات الحافة بالقصة وما ينضم إليها من النقل الصحيح يوجب سوء الظن بهذه الرواية فإن الآيات التي تذم المؤمنين ـ أو الناس كلهم كما في الرواية ـ وإليها تشير آية الغار بما فيها من قوله : « إِلَّا تَنْصُرُوهُ » هي قوله تعالى : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ » الآية ، والنقل القطعي يدل على أن التثاقل المذكور لم يكن من عامة المؤمنين وجميعهم ، وإن كثيرا منهم سارع إلى إجابة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما أمر به من النفر ، وإنما تثاقل جماعة من الناس من مؤمن ومنافق.

فخطاب « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا » الشامل لجميع المؤمنين ، والذم المتعقب له إنما هو من خطاب الجماعة بشأن بعضهم كخطاب اليهود بقوله : « فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ » البقرة : ـ ٩١ وغيره ، وهو كثير في القرآن غير أن ديدن القرآن في مثل هذه الموارد أن لا يضيع حق الصالحين ولا أجر المحسنين أعني الأقلين الذين تعمهم أمثال هذه الخطابات العامة بالذم والتوبيخ فيتدارك أمرهم ويستثنيهم ويذكرهم بالجميل كما فعل ذلك فيما سيأتي في هذه السورة من الآيات المادحة للمؤمنين الشاكرة لجميل مساعيهم بقوله : « وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ » الآية ، وغيره.

وإذا كانت الآيات ـ وقد نزلت في غزوة تبوك ـ تعم المؤمنين جميعا المسارعين في الخروج والمتثاقلين فيه من غير استثناء فهي تشمل عامة الصحابة والمؤمنين وفيهم أبو بكر نفسه غير أنه تعالى تدارك ما لحق بالمسارعين في الطاعة والإجابة منهم في آيات تالية وشكر سعيهم.

فلو كان قوله في الآية : « إِلَّا تَنْصُرُوهُ » وهو يشير إلى ما تقدم من حديث

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست