responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 285

صَدَقُوا » الآية. بقوله : « لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ » فالتعلق إنما هو بالمستفهم عنه دون الاستفهام وإلا أفاد خلاف المقصود ، والكلام مسوق لبيان ظهور كذبهم وأن أدنى الامتحان كالكف عن إذنهم في القعود يكشف عن فصاحتهم.

ومعنى الآية : عفا الله عنك لم أذنت لهم في التخلف والقعود؟ ولو شئت لم تأذن لهم ـ وكانوا أحق به ـ حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين فيتميز عندك كذبهم ونفاقهم.

والآية ـ كما ترى وتقدمت الإشارة إليه ـ في مقام دعوى ظهور كذبهم ونفاقهم وأنهم مفتضحون بأدنى امتحان يمتحنون به ، ومن مناسبات هذا المقام إلقاء العتاب إلى المخاطب وتوبيخه والإنكار عليه كأنه هو الذي ستر عليهم فضائح أعمالهم وسوء سريرتهم ، وهو نوع من العناية الكلامية يتبين به ظهور الأمر ووضوحه لا يراد أزيد من ذلك فهو من أقسام البيان على طريق : « إياك أعني واسمعي يا جارة ».

فالمراد بالكلام إظهار هذه الدعوى لا الكشف عن تقصير النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسوء تدبيره في إحياء أمر الله ، وارتكابه بذلك ذنبا ـ حاشاه ـ وأولوية عدم الإذن لهم معناها كون عدم الإذن أنسب لظهور فضيحتهم وأنهم أحق بذلك لما بهم من سوء السريرة وفساد النية لا لأنه كان أولى وأحرى في نفسه وأقرب وأمس بمصلحة الدين.

والدليل على هذا الذي ذكرنا قوله تعالى بعد ثلاث آيات : « لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ » إلى آخر الآيتين ، فقد كان الأصلح أن يؤذن لهم في التخلف ليصان الجمع من الخبال وفساد الرأي وتفرق الكلمة ، والمتعين أن يقعدوا فلا يفتنوا المؤمنين بإلقاء الخلاف بينهم والتفتين فيهم وفيهم ضعفاء الإيمان ومرضى القلوب وهم سماعون لهم يسرعون إلى المطاوعة لهم ولو لم يؤذن لهم فأظهروا الخلاف كانت الفتنة أشد والتفرق في كلمة الجماعة أوضح وأبين.

ويؤكد ذلك قوله تعالى بعد آيتين : « وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ » فقد كان تخلفهم ونفاقهم ظاهرا لائحا من عدم إعدادهم العدة يتوسمه في وجوههم كل ذي لب ، ولا يخفى مثل ذلك على مثل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد نبأه الله بأخبارهم قبل نزول هذه السورة كرارا فكيف

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست