responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 280

وثانيا : أن الكلام في الآية مسوق لبيان نصر الله تعالى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله حيث لم يكن معه أحد ممن يتمكن من نصرته إذ يقول تعالى : « إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ » الآية وإنزال السكينة والتقوية بالجنود من النصر فذاك له صلى‌الله‌عليه‌وآله خاصة.

ويدل على ذلك تكرار « إِذْ » وذكرها في الآية ثلاث مرات كل منها بيان لما قبله بوجه فقوله « إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا » بيان لوقت قوله : « فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ » وقوله : « إِذْ هُما فِي الْغارِ » بيان لتشخيص الحال الذي هو قوله : « ثانِيَ اثْنَيْنِ » وقوله : « إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ » بيان لتشخيص الوقت الذي يدل عليه قوله : « إِذْ هُما فِي الْغارِ ».

وثالثا : أن الآية تجري في سياق واحد حتى يقول : « وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا » ولا ريب أنه بيان لما قبله ، وأن المراد بكلمة الذين كفروا هي ما قضوا به في دار الندوة وعزموا عليه من قتله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإطفاء نور الله ، وبكلمة الله هي ما وعده من نصره وإتمام نوره ، وكيف يجوز أن يفرق بين البيان والمبين وجعل البيان راجعا إلى نصره تعالى إياه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والمبين راجعا إلى نصره غيره.

فمعنى الآية : إن لم تنصروه أنتم أيها المؤمنون فقد أظهر الله نصره إياه في وقت لم يكن له أحد ينصره ويدفع عنه وقد تظاهرت عليه الأعداء وأحاطوا به من كل جهة وذلك إذ هم المشركون به وعزموا على قتله فاضطر إلى الخروج من مكة في حال لم يكن إلا أحد رجلين اثنين ، وذلك إذ هما في الغار إذ يقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لصاحبه وهو أبو بكر : لا تحزن مما تشاهده من الحال إن الله معنا بيده النصر فنصره الله.

حيث أنزل سكينته عليه وأيده بجنود غائبة عن أبصاركم ، وجعل كلمة الذين كفروا ـ وهي قضاؤهم بوجوب قتله وعزيمتهم عليه ـ كلمة مغلوبة غير نافذة ولا مؤثرة ، وكلمة الله ـ وهي الوعد بالنصر وإظهار الدين وإتمام النور ـ هي العليا العالية القاهرة والله عزيز لا يغلب حكيم لا يجهل ولا يغلط في ما شاءه وفعله.

وقد تبين مما تقدم أولا أن قوله : « فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ » متفرع على قوله : « فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ » في عين أنه متفرع على قوله : « إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ » فإن الظرف ظرف للنصرة على ما تقدم ، والكلام مسوق لبيان نصره تعالى إياه صلى‌الله‌عليه‌وآله لا غيره فالتفريع تفريع على الظرف بمظروفه الذي هو قوله : « فَقَدْ نَصَرَهُ

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست