responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 246

له إلها فافهم ذلك.

وثانيا : على أن الدعوة إلى عبادة الله وحده فيما وقع من كلامه تعالى كقوله تعالى : « لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ » الأنبياء : ـ ٢٥ وقوله : « فَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ » الشعراء : ـ ٢١٣ وأمثال ذلك كما أريد بها قصر العبادة بمعناها المتعارف فيه تعالى كذلك أريد قصر الطاعة فيه تعالى ، وذلك أنه تعالى لم يؤاخذهم في طاعتهم لأحبارهم ورهبانهم إلا بقوله عز من قائل : « وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ».

وعلى هذا المعنى يدل قوله تعالى : « أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ » يس ـ ٦١ ، وهذا باب ينفتح منه ألف باب.

وفي قوله : « لا إِلهَ إِلَّا هُوَ » تتميم لكلمة التوحيد التي يتضمنها قوله : « وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً » فإن كثيرا من عبدة الأصنام كانوا يعتقدون بوجود آلهة كثيرة ، وهم مع ذلك لا يخصون بالعبادة إلا واحدا منها فعبادة إله واحد لا يتم به التوحيد إلا مع القول بأنه لا إله إلا هو.

وقد جمع تعالى بين العبادتين مع الإشارة إلى مغايرة ما بينهما وأن قصر العبادة بكلا معنييها عليه تعالى هو معنى الإسلام له سبحانه الذي لا مفر منه للإنسان ؛ فيما أمر به نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله من دعوة أهل الكتاب بقوله : « قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ » آل عمران : ـ ٦٤.

وقوله تعالى في ذيل الآية : « سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ » تنزيه له تعالى عما يتضمنه قولهم بربوبية الأحبار والرهبان ، وقولهم بربوبية المسيح عليه‌السلام من الشرك.

والآية بمنزلة البيان التعليلي لقوله تعالى في أول الآيات : « الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ » فإن اتخاذ إله أو آلهة دون الله سبحانه لا يجامع الإيمان بالله ، ولا الإيمان بيوم لا ملك فيه إلا لله.

قوله تعالى : « يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ » إلى آخر الآية ، الإطفاء إخماد النار أو النور ، والباء في قوله : « بِأَفْواهِهِمْ » للآلة أو السببية.

وإنما ذكر الأفواه لأن النفخ الذي يتوسل به إلى إخماد الأنوار والسرج يكون

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست