responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 231

عارية مضمونة مؤداة ، فأعاره صفوان مائة درع وخرج معه ، وخرج من مسلمة الفتح ألفا رجل ، وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله دخل مكة في عشرة آلاف رجل ـ وخرج منها في اثني عشر ألفا ـ.

وبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا من أصحابه ـ فانتهى إلى مالك بن عوف وهو يقول لقومه : ليصير كل رجل منكم أهله وماله خلف ظهره ، واكسروا جفون سيوفكم ، وأكمنوا في شعاب هذا الوادي وفي السحر ـ فإذا كان في غبش الصبح ـ فاحملوا حملة رجل واحد فهدوا القوم ـ فإن محمدا لم يلق أحدا يحسن الحرب ـ.

ولما صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأصحابه الغداة ـ انحدر في وادي حنين ـ فخرجت عليهم كتائب هوازن من كل ناحية ، وانهزمت بنو سليم وكانوا على المقدمة وانهزم ما وراءهم ، وخلى الله تعالى بينهم وبين عدوهم لإعجابهم بكثرتهم ـ وبقي علي عليه‌السلام ومعه الراية يقاتلهم في نفر قليل ـ ومر المنهزمون برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يلوون على شيء.

وكان العباس بن عبد المطلب أخذ بلجام بغلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ والفضل عن يمينه ، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب عن يساره ، ونوفل بن الحارث وربيعة بن الحارث في تسعة من بني هاشم ، وعاشرهم أيمن بن أم أيمن ، وفي ذلك يقول العباس :

نصرنا رسول الله في الحرب تسعة

وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا

وقولي إذا ما الفضل كر بسيفه

على القوم أخرى يا بني ليرجعوا

وعاشرنا لاقى الحمام بنفسه

لما ناله في الله لا يتوجع

ولما رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هزيمة القوم عنه ـ قال للعباس ـ وكان جهوريا صيتا ـ اصعد هذا الظرب ـ فناد : يا معشر المهاجرين والأنصار ـ يا أصحاب سورة البقرة ـ يا أهل بيعة الشجرة إلى أين تفرون؟ هذا رسول الله ـ.

فلما سمع المسلمون صوت العباس ـ تراجعوا وقالوا : لبيك لبيك ، وتبادر الأنصار خاصة وقاتلوا المشركين ـ حتى قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الآن حمي الوطيس. أنا النبي لا كذب [١] أنا ابن عبد المطلب ، ونزل النصر من عند الله ، وانهزمت هوازن هزيمة قبيحة ففروا في كل وجه ، ولم يزل المسلمون في آثارهم.


[١] غير كذب خ.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست