تشير الآيات
إلى قصة غزوة حنين وتمتن بما نصر الله فيه المؤمنين كسائر المواطن من الغزوات التي
نصرهم الله بعجيب نصرته على ضعفهم وقلتهم ، وأظهر أعاجيب آياته بتأييد نبيه صلىاللهعليهوآله وإنزال جنود لم يروها وإنزال السكينة على رسوله
والمؤمنين وتعذيب الكافرين بأيدي المؤمنين.
وفيها الآية
التي تحرم على المشركين أن يدخلوا المسجد الحرام بعد عام تسع من الهجرة ، وهي
العام الذي أذن فيه علي عليهالسلام ببراءة ، ومنع طواف البيت عريانا ، ودخول المشركين في
المسجد الحرام.
قوله
تعالى : « لَقَدْ نَصَرَكُمُ
اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ـ إلى قوله ـ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ » المواطن جمع موطن وهو الموضع الذي يسكنه الإنسان ويتوطن فيه. وحنين
اسم واد بين مكة
والطائف وقع فيه غزوة حنين قاتل فيه النبي صلىاللهعليهوآله هوازن وثقيف وكان يوما شديدا على المسلمين انهزموا أولا
ثم أيدهم الله بنصره فغلبوا.
والإعجاب الإسرار والعجب سرور النفس بما يشاهده نادرا ، والرحب السعة في المكان وضده الضيق.
وقوله : « لَقَدْ نَصَرَكُمُ
اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ » ذكر لنصرته تعالى لهم في مواطن كثيرة ومواضع متعددة
يدل السياق على أنها مواطن الحروب كوقائع بدر وأحد والخندق وخيبر وغيرها ، ويدل
السياق أيضا أن الجملة كالمقدمة الممهدة لقوله : « وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ
كَثْرَتُكُمْ » الآية فإن الآيات الثلاث مسوقة لتذكير قصة وقعة حنين ، وعجيب ما أفاض
الله عليهم من نصرته وخصهم به من تأييده فيها.
وقد استظهر بعض
المفسرين كون الآية وما يتلوها إلى تمام الآيات الثلاث تتمة لقول النبي صلىاللهعليهوآله فيما أمره ربه أن يواجه به المؤمنين في قوله : « قُلْ إِنْ كانَ
آباؤُكُمْ »
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 9 صفحه : 218