responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 203

فالتلبس بالفعل الواقع مرة أو مرات غير التلبس بالصفة اللازمة فأولئك حصول الاهتداء لهم محقق ، وأما حصول صفة المهتدين فهو مرجو التحقق لا محقق.

وقد تحصل من الآية أن عمارة المساجد لا تحق ولا تجوز لغير المسلم أما المشركون فلعدم إيمانهم بالله واليوم الآخر ، وأما أهل الكتاب فلأن القرآن لا يعد إيمانهم بالله إيمانا قال تعالى : « إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا » النساء : ـ ١٥١ ، وقال أيضا في آية ٢٩ من السورة : « قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ » الآية.

قوله تعالى : « أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ » الآية ، السقاية كالحكاية والجناية والنكاية مصدر يقال : سقى يسقي سقاية.

والسقاية أيضا الموضع الذي يسقى فيه الماء ، والإناء الذي يسقى به قال تعالى :

« جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ » يوسف : ـ ٧٠ ، وقد رووا في الآثار أن سقاية الحاج كانت إحدى الشئونات الفاخرة والمآثر التي يباهي بها في الجاهلية ، وأن السقاية كانت حياضا من آدم على عهد قصي بن كلاب أحد أجداد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله توضع بفناء الكعبة ، ويستقى فيها الماء العذب من الآبار على الإبل ، ويسقي الحاج فجعل قصي أمر السقاية عند وفاته لابنه عبد مناف ولم يزل في ولده حتى ورثه العباس بن عبد المطلب.

وسقاية العباس هو الموضع الذي كان يسقى فيه الماء في الجاهلية والإسلام وهو في جهة الجنوب من زمزم بينهما أربعون ذراعا ، وقد بني عليه بناء هو المعروف اليوم بسقاية العباس.

والمراد بالسقاية في الآية ـ على أي حال ـ معناها المصدري وهو السقي ، ويؤيده مقابلتها في الآية عمارة المسجد الحرام والمراد بها المعنى المصدري قطعا بمعنى الشغل.

وقد قوبل في الآية سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام بمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله ، ولا معنى لدعوى المساواة بين الإنسان وبين عمل من الأعمال كالسقاية والعمارة أو نفيها فالمعادلة والمساواة إما بين عمل وعمل أو بين إنسان ذي عمل وإنسان ذي عمل.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست