نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 9 صفحه : 168
وفي تفسير
المنار ، عن الترمذي عن ابن عباس : أن النبي صلىاللهعليهوآله بعث أبا بكر ـ إلى أن قال ـ فقام علي أيام التشريق
فنادى : ذمة الله وذمة رسوله بريئة من كل مشرك ـ فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ، ولا
يحجن بعد العام مشرك ، ولا يطوفن بالبيت عريان ـ ولا يدخل الجنة إلا كل مؤمن ـ
فكان علي ينادي بها فإذا بح ـ قام أبو هريرة فنادى بها.
وفيه ، أيضا عن
أحمد والنسائي ـ من طريق محرز بن أبي هريرة عن أبيه قال : كنت مع علي حين بعثه
رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى مكة ـ ببراءة فكنا ننادي ـ أن لا يدخل الجنة إلا كل
نفس مسلمة ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلىاللهعليهوآله عهد فعهده إلى مدته ، ولا يحج بعد العام مشرك ـ فكنت
أنادي حتى صحل صوتي.
أقول
: قد عرفت أن
الذي وقع في الروايات على كثرتها في قصة بعث علي وعزل أبي بكر من كلمة الوحي الذي
نزل به جبرئيل على النبي صلىاللهعليهوآله هو قوله : « لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك » وكذا ما
ذكره النبي صلىاللهعليهوآله حين أجاب أبا بكر لما سأله عن سبب عزله ، إنما هو متن
ما أوحى إليه الله سبحانه ، أو قوله ـ وهو في معناه ـ : « لا يؤدي عني إلا أنا أو
رجل مني ».
وكيفما كان فهو
كلام مطلق يشمل تأدية براءة وكل حكم إلهي احتاج النبي صلىاللهعليهوآله إلى أن يؤديه عنه مؤد غيره ، ولا دليل لا من متون
الروايات ولا غيرها يدل على اختصاص ذلك ببراءة ، وقد اتضح أن المنع عن طواف البيت
عريانا والمنع عن حج المشركين بعد ذلك العام وكذا تأجيل من له عهد إلى مدة أو من
غير مدة كل ذلك أحكام إلهية نزل بها القرآن فما معنى إرجاع أمرها إلى أبي بكر أو
نداء أبي هريرة بها وحده أو ندائه ببراءة وسائر الأحكام المذكورة في الجمع إذا بح
علي عليهالسلام حتى يصحل صوته من كثرة النداء؟ ولو جاز لأبي هريرة أن
يقوم بها والحال هذه فلم لم يجز لأبي بكر ذلك؟.
نعم أبدع بعض
المفسرين كابن كثير وأترابه هنا وجها وجهوا به ما تتضمنه هذه الروايات انتصارا لها
وهو أن قوله : « لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني » مخصوص بتأدية براءة فقط من غير
أن يشمل سائر الأحكام التي كان ينادي بها علي عليهالسلام ، وأن تعيينه صلىاللهعليهوآله عليا بتبليغ آيات براءة أهل الجمع إنما هو لما كان من
عادة العرب أن لا ينقض العهد إلا عاقده أو رجل من أهل بيته ومراعاة هذه العادة
الجارية هي
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 9 صفحه : 168