responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 160

أن لا يخشوا إلا إياه إن كانوا مؤمنين به ففي ذلك تقوية لقلوبهم وتشجيعهم عليهم ، وينتهي إلى بيان أنهم ممتحنون من عند الله بإخلاص الإيمان له والقطع من المشركين حتى يؤجروا بما يؤجر به المؤمن المتحقق في إيمانه.

قوله تعالى : « قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ » إلى آخر الآيتين. أعاد الأمر بالقتال لأنه صار من جهة ما تقدم من التحريض والتحضيض أوقع في القبول فإن الأمر الأول كان ابتدائيا غير مسبوق بتمهيد وتوطئة بخلاف الأمر الثاني الوارد بعد اشتداد الاستعداد وكمال التهيؤ من المأمورين.

على أن ما اتبع به الأمر من قوله : « يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ » إلى قوله : « وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ » يؤكد الأمر ويغري المأمورين على امتثاله وإجرائه على المشركين فإن تذكرهم إن قتل المشركين عذاب إلهي لهم بأيدي المؤمنين ، وإن المؤمنين أياد مجرية لله سبحانه وإن في ذلك خزيا للمشركين ونصرة من الله للمؤمنين عليهم وشفاء لصدور قوم مؤمنين وإذهابا لغيظ قلوبهم ، يجرئهم للعمل وينشطهم ويصفي إرادتهم.

وقوله : « وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ » الآية بمنزلة الاستثناء لئلا يجري حكم القتال على إطلاقه.

قوله تعالى : « أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ » إلى آخر الآية بمنزلة تعليل آخر لوجوب قتالهم لينتج تحريضهم على القتال وفيه بيان حقيقة الأمر ، ومحصله أن الدار دار الامتحان والابتلاء فإن نفوس الآدميين تقبل الخير والشر والسعادة والشقاوة فهي في أول كينونتها ساذجة مبهمة ، ومراتب القرب والزلفى إنما تبذل بإزاء الإيمان الخالص بالله وآياته ، ولا يظهر صفاء الإيمان إلا بالامتحان الذي يورد المؤمن مقام العمل ، ليميز الله بذلك الطيب من الخبيث ، والصافي الإيمان ممن ليس عنده إلا مجرد الدعوى أو المزعمة.

فمن الواجب أن يمتحن هؤلاء المدعون أنهم باعوا أنفسهم وأموالهم لله بأن لهم الجنة ، ويبتلوا بمثل القتال الذي يميز به الصادق من الكاذب ويفصل الذي قطع روابط المحبة والصلة من أعداء الله سبحانه ممن في قلبه بقايا من ولايتهم ومودتهم حتى يحيا هؤلاء ويهلك أولئك.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست