responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 158

جيء به بالفصل ، والتقدير : كيف يكون لهم عهد وهم يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون.

وأما قوله : « وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ » ففيه بيان أن أكثرهم ناقضون للعهد والميثاق بالفعل من غير أن ينتظروا ظهورهم جميعا عليكم فالآية توضح حال آحادهم وجميعهم بأن أكثرهم فاسقون بنقض العهد من غير أن يرقبوا في مؤمن إلا ولا ذمة ، ولو أنهم ظهروا عليكم جميعا لم يرقبوا فيكم الإل والذمة.

قوله تعالى : « اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً » إلى آخر الآيتين ، بيان وتفسير لقوله في الآية السابقة : « وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ » وكان قوله : « اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً » إلى آخر الآية توطئة وتمهيد لقوله في الآية الثانية : « لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً ».

وبذلك يظهر أن الأقرب أن المراد بالفسق الخروج عن العهد والذمة دون الفسق بمعنى الخروج عن زي عبودية الله سبحانه وإن كان الأمر كذلك.

وقوله : « وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ » كالتفسير لجميع ما مر من أحوالهم الروحية وأعمالهم الجسمية ، وتفيد الجملة مع ذلك جوابا عن سؤال مقدر أو ما يجري مجراه والمعنى : إذا كان هذا حالهم وهذه أفعالهم فلا تحسبوا أن لو نقضتم عهدهم اعتديتم عليهم فأولئك هم المعتدون عليكم لما أضمروه من العداوة والبغضاء ولما أظهره أكثرهم في مقام العمل من الصد عن سبيل الله ، وعدم رعاية قرابة ولا عهد في المؤمنين.

قوله تعالى : « فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ » إلى آخر الآيتين ، الآيتان بيان تفصيلي لقوله فيما تقدم : « فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ ».

والمراد بالتوبة بدلالة السياق الرجوع إلى الإيمان بالله وآياته ، ولذلك لم يقتصر على التوبة فقط بل عطف عليها إقامة الصلاة التي هي أظهر مظاهر عبادة الله ، وإيتاء الزكاة الذي هو أقوى أركان المجتمع الديني ، وقد أشير بهما إلى نوع الوظائف الدينية التي بإتيانها يتم الإيمان بآيات الله بعد الإيمان بالله عز اسمه فهذا معنى قوله : « تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ ».

وأما قوله : « فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ » فالمراد به بيان التساوي بينهم وبين سائر المؤمنين

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست