responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 151

وبذلك يظهر ما في قول بعضهم : إن المراد بالمتقين الذين يتقون نقض العهد من غير سبب ، وذلك أن التقوى بمعنى الورع عن محارم الله عامة كالحقيقة الثانية في القرآن فيحتاج إرادة خلافه إلى قرينة صارفة.

قوله تعالى : « فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ » أصل الانسلاخ من سلخ الشاة وهو نزع جلدها عنها ، وانسلاخ الشهر نوع كناية عن خروجه ، والحصر هو المنع من الخروج عن محيط ، والمرصد اسم مكان من الرصد بمعنى الاستعداد للرقوب.

قال الراغب : الرصد الاستعداد للترقب يقال : رصد له وترصد وأرصدته له ، قال عز وجل : « وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ » ، وقوله عز وجل : « إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ » تنبيها أنه لا ملجأ ولا مهرب ، والرصد يقال للراصد الواحد والجماعة الراصدين وللمرصود واحدا كان أو جمعا ، وقوله تعالى : « يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً » يحتمل كل ذلك ، والمرصد موضع الرصد. انتهى.

والمراد بالأشهر الحرم هي الأربعة الأشهر : أشهر السياحة التي ذكرها الله سبحانه في قوله : « فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ » وجعلها أجلا مضروبا للمشركين لا يتعرض فيها لحالهم وأما الأشهر الحرم المعروفة أعني ذا القعدة وذا الحجة والمحرم فإنها لا تنطبق على أذان براءة الواقع في يوم النحر عاشر ذي الحجة بوجه كما تقدمت الإشارة إليه.

وعلى هذا فاللام في الأشهر الحرم للعهد الذكري أي إذا انسلخ هذه الأشهر التي ذكرناها وحرمناها للمشركين لا يتعرض لحالهم فيها فاقتلوا المشركين إلخ.

ويظهر بذلك أن لا وجه لحمل قوله : « فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ » على انسلاخ ذي القعدة وذي الحجة والمحرم بأن يكون انسلاخ الأربعة الأشهر بانسلاخ الأشهر الثلاثة منطبقا عليه أو يكون انسلاخ الأشهر الحرم مأخوذا على نحو الإشارة إلى انقضاء الأربعة الأشهر وإن لم ينطبق الأشهر على الأشهر فإن ذلك كله مما لا سبيل إليه بحسب السياق وإن كان لفظ الأشهر الحرم في نفسه ظاهرا في شهور رجب وذي القعدة وذي الحجة والمحرم.

وقوله : « فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ » محقق للبراءة منهم ورفع الاحترام

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست