responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 134

( بيان )

عتاب من الله سبحانه لأهل بدر حين أخذوا الأسرى من المشركين ثم اقترحوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن لا يقتلهم ويأخذ منهم الفداء ليصلح به حالهم ويتقووا بذلك على أعداء الدين ، وقد شدد سبحانه في العتاب إلا أنه أجابهم إلى مقترحهم وأباح لهم التصرف من الغنائم. وهي تشتمل الفداء.

وفي آخر الآيات ما هو بمنزلة التطميع والوعد الجميل للأسرى إن أسلموا والاستغناء عنهم إن أرادوا خيانة النبي ص.

قوله تعالى : « ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ » إلى آخر الآيات الثلاث ، الأسر : الشد على المحارب بما يصير به في قبضة الآخذ له كما قيل والأسير هو المشدود عليه ، وجمعه الأسرى والأسراء والأسارى والأسارى ، وقيل الأسارى جمع جمع وعلى هذا فالسبي أعم موردا من الأسر لصدقه على أخذ من لا يحتاج إلى شد كالذراري.

والثخن بالكسر فالفتح الغلظ ، ومنه قولهم : أثخنته الجراح وأثخنه المرض قال الراغب في المفردات ، : يقال : ثخن الشيء فهو ثخين إذا غلظ فلم يسل ولم يستمر في ذهابه ، ومنه أستعير قولهم : أثخنته ضربا واستخفافا قال الله تعالى : « ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ » « حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ » فالمراد بإثخان النبي في الأرض استقرار دينه بين الناس كأنه شيء غليظ انجمد فثبت ، بعد ما كان رقيقا سائلا مخشي الزوال بالسيلان.

والعرض ما يطرأ على الشيء ويسرع فيه الزوال ، ولذلك سمي به متاع الدنيا لدثوره وزواله عما قليل ، والحلال وصف من الحل مقابل العقد والحرمة كأن الشيء الحلال كان معقودا عليه محروما منه فحل بعد ذلك ؛ وقد مر معنى الطيب وهو الملاءمة للطبع.

وقد اختلف المفسرون في تفسير الآيات بعد اتفاقهم على أنها إنما نزلت بعد وقعة بدر تعاتب أهل بدر وتبيح لهم الغنائم.

والسبب في اختلاف ما ورد في سبب نزولها ومعاني جملها من الأخبار المختلفة ،

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست