نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 9 صفحه : 126
( بحث روائي )
في تفسير
البيضاوي ، في قوله تعالى : « الَّذِينَ عاهَدْتَ
مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ
» هم يهود بني قريظة
عاهدهم رسول الله صلىاللهعليهوآله أن لا يمالئوا عليه فأعانوا المشركين بالسلاح ـ وقالوا : نسينا ، ثم عاهدهم
فنكثوا ـ ومالئوهم عليه يوم الخندق ، وركب كعب بن الأشرف إلى مكة فحالفهم.
أقول
: وروي ذلك عن
ابن عباس ومجاهد ، وروي عن سعيد بن جبير أن الآية نزلت في ستة رهط من اليهود منهم
ابن تابوت. وإيضاح ما تشير إليه الآية من نقض اليهود ميثاق النبي صلىاللهعليهوآله مرة بعد مرة وما قاساه من المحن من ناحيتهم يحتاج إلى
سير إجمالي فيما جرى بينه صلىاللهعليهوآله وبينهم من الأمر بعد هجرته صلىاللهعليهوآله إلى المدينة إلى سبع سنين من الهجرة.
وقد كانت طوائف
من اليهود هاجرت من بلادها إلى الحجاز وتوطنوا بها وبنوا فيها الحصون والقلاع ،
وزادت نفوسهم وكثرت أموالهم وعظم أمرهم وقد مرت في ذيل قوله تعالى : « وَلَمَّا جاءَهُمْ
كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ
يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا
بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكافِرِينَ » البقرة : ـ ٨٩ في الجزء الأول من الكتاب روايات في بدء
مهاجرتهم إلى الحجاز وكيفية نزولهم حول المدينة وبشارتهم الناس بالنبي ص.
ولما هاجر
النبي صلىاللهعليهوآله إلى المدينة ودعاهم إلى الإسلام استنكفوا عن الإيمان به
فصالح يهود المدينة وعاهدهم بكتاب كتب بينه وبينهم وهم ثلاثة رهط حول المدينة : بنو
قينقاع ، وبنو النضير ، وبنو قريظة أما بنو قينقاع فنكثوا العهد في غزوة بدر فسار
إليهم النبي صلىاللهعليهوآله في منتصف شوال في السنة الثانية من الهجرة بعد بضعة
وعشرين يوما من وقعة بدر فتحصنوا في حصونهم فحاصرهم أشد الحصار ، وبقوا على ذلك
خمسة عشر يوما.
ثم نزلوا على
حكم النبي صلىاللهعليهوآله في نفوسهم وأموالهم ونسائهم وذراريهم فأمر بهم فكتفوا ،
وكلم عبد الله بن أبي بن سلول النبي صلىاللهعليهوآله فيهم وألح عليه وكانوا حلفاءه فوهبهم له ، وأمرهم أن
يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها فخرجوا إلى أذرعات الشام ومعهم نساؤهم وذراريهم
، وقبض منهم أموالهم غنيمة الحرب ، وكانوا ستمائة مقاتل من أشجع اليهود.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 9 صفحه : 126