responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 123

ألف بقتل سبعين منهم ، ونسبة السبعين إلى الألف قريبة من نسبة الواحد إلى أربعة عشر فكان انهزامهم في معنى انهزام الأربعة عشر مقاتلا من مقاتل واحد ، وليس ذلك إلا لفقه المؤمنين الذي يستصحب العلم والإيمان ، وجهل الكفار الذي يلازمه الكفر والهوى.

قوله تعالى : « الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ » إلخ أي إن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين من الذين كفروا وإن يكن منكم ألف صابر يغلبوا ألفين من الذين كفروا على وزان ما مر في الآية السابقة.

وقوله : « وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً » المراد به الضعف في الصفات الروحية ولا محالة ينتهي إلى الإيمان فإن الإيقان بالحق هو الذي ينبعث عنه جميع السجايا الحسنة الموجبة للفتح والظفر كالشجاعة والصبر والرأي المصيب وأما الضعف من حيث العدة والقوة فمن الضروري أن المؤمنين لم يزالوا يزيدون عدة وقوة في زمن النبي ص.

وقوله : « بِإِذْنِ اللهِ » تقييد لقوله : « يَغْلِبُوا » أي إن الله لا يشاء خلافه والحال أنكم مؤمنون صابرون ، وبذلك يظهر أن قوله : « وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ » يفيد فائدة التعليل بالنسبة إلى الإذن.

وقوله تعالى في الآية السابقة تعليلا للحكم : « بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ » وكذا في هذه الآية : « وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً » « وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ » وعدم الفقه والضعف الروحي والصبر من العلل والأسباب الخارجية المؤثرة في الغلبة والظفر والفوز بلا شك يدل على أن الحكم في الآيتين مبني على ما اعتبر من الأوصاف الروحية في الفئتين : المؤمنين والكفار ، وإن القوى الداخلة الروحية التي اعتبرت في الآية الأولى ما في المؤمن الواحد منها غالبة على القوى الداخلة الروحية في عشر من الكفار عادت بعد زمان يسير يشير إليه بقوله : « الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ » لا يربو ما في المؤمن الواحد منها ـ من متوسطي المؤمنين ـ إلا على اثنين من الكفار فقد فقدت القوة من أثرها بنسبة الثمانين في المائة ، وتبدلت العشرون والمائتان في الآية الأولى إلى المائة والمائتين في الآية الثانية ، والمائة والألف في الأولى إلى الألف والألفين في الثانية.

والبحث الدقيق في العوامل المولدة للسجايا النفسانية بحسب الأحوال الطارئة على الإنسان في المجتمعات يهدي إلى ذلك فإن المجتمعات المنزلية والأحزاب المنعقدة

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست