responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 121

وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى » النجم : ـ ٣٠.

فعلى المسلم أن يؤمن بربه ويتربى بتربيته ، ويعزم عزمه ويجمع بغيته على ما عند ربه فإنما هو عبد مدبر لا يملك ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ومن كان هذا وصفه لم يكن له شغل إلا بربه الذي بيده الخير والشر والنفع والضر والغنى والفقر والموت والحياة ، وكان عليه أن يسير مسير الحياة بالعلم النافع والعمل الصالح فما سعد به من مزايا الحياة الدنيا فموهبة من عند ربه وما حرم منه احتسب عند ربه أجره ، وما عند الله خير وأبقى.

وليس هذا من إلغاء الأسباب في شيء ولا إبطالا للفطرة الإنسانية الداعية إلى العمل والاكتساب ، النادبة إلى التوسل بالفكر والإرادة ، المحرضة إلى الاجتهاد في تنظيم العوامل والعلل ، الموصلة إلى المقاصد الإنسانية والأغراض الصحيحة الحيوية فقد فصلنا القول في توضيح ذلك في موارد متفرقة من هذا الكتاب.

وإذا تسنن المسلمون بهذه السنة الإلهية ، وحولوا هوى قلوبهم عن ذلك التمتع المادي الذي ليس إلا بغية حيوانية وغرضا ماديا إلى هذا التمتع المعنوي الذي لا تزاحم فيه ولا حرمان عنده ، ارتفعت عن قلوبهم العداوة والبغضاء ، وخلصت نفوسهم من الشح والرين ، وأصبحوا بنعمة الله إخوانا ، وأفلحوا حق الفلاح قال : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً » آل عمران : ـ ١٠٣ وقال : « وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » الحشر : ـ ٩.

قوله تعالى : « يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ » تطييب لنفس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد قال تعالى قبله : « فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ » فالمراد ـ والله أعلم ـ يكفيك الله بنصره وبمن اتبعك من المؤمنين ، وليس المراد أن هناك سببين كافيين أو سببا كافيا ذا جزئين يتألف منهما سبب واحد كاف فالتوحيد القرآني يأبى ذلك.

وربما قيل : إن المعنى حسبك الله وحسب من اتبعك من المؤمنين بعطف قوله : « مَنِ اتَّبَعَكَ » على موضع الكاف من « حَسْبُكَ ».

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست