responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 112

وقد افتتح هذه القطعة من الكلام المتعلق بهم بكونهم شر الدواب عنده لأن مغزى الكلام التحرز منهم ودفعهم ، ومن المغروز في الطباع أن الشر الذي لا يرجى معه خير يجب دفعه بأي وسيلة صحت وأمكنت فناسب ما سيأمره في حقهم بقوله : « فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ » إلخ الافتتاح ببيان كونهم شر الدواب.

وعقب قوله : « الَّذِينَ كَفَرُوا » بقوله : « فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ » مبتدأ بفاء التفريع أي إن من وصفهم الذي يتفرع على كفرهم أنهم لا يؤمنون ، ولا يتفرع عدم الإيمان على الكفر إلا إذا رسخ في النفس رسوخا لا يرجى معه زواله فلا مطمع حينئذ في دخول الإيمان في قلب هذا شأنه لمكان المضادة التي بين الكفر والإيمان.

ومن هنا يظهر أن المراد بقوله : « الَّذِينَ كَفَرُوا » الذين ثبتوا على الكفر ، وعند هذا يرجع معنى هذه الآية إلى نظيرتها السابقة : « إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ » الأنفال : ـ ٢٣.

على أن الآيتين لما دلتا على حصر الشر عند الله في طائفة معينة من الدواب كانت الآية الأولى مع دلالتها على كون أهلها ممن لا يؤمنون البتة دالة على أن المراد بقوله في الآية الثانية : « الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ » كونهم ثابتين على كفرهم لا يزولون عنه البتة.

قوله تعالى : « الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ » بيان للذين كفروا في الآية السابقة أو بدل منهم بدل البعض من الكل ، ويتفرع عليه أن « من » في قوله « مِنْهُمْ » تبعيضية والمعنى : الذين عاهدتهم من بين الذين كفروا ، وأما احتمال أن يكون من زائدة والمعنى : الذين عاهدتهم ، أو بمعنى مع والمعنى : الذين عاهدت معهم فليس : بشيء.

والمراد بكل مرة مرات المعاهدة أن ينقضون عهدهم في كل مرة عاهدتهم وهم لا يتقون الله في نقض العهد أو لا يتقونكم ولا يخافون نقض عهدكم ، وفيه دلالة على تكرر النقض منهم.

قوله تعالى : « فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ »

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 9  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست