فصول أخرى من
قصص بني إسرائيل يذكر فيها آيات كثيرة أنزلها الله إليهم وحباهم بها يهديهم بها
إلى سبيل الحق ، ويدلهم على منهج التقوى فكفروا بها وظلموا أنفسهم.
قوله
تعالى : « وَاخْتارَ مُوسى
قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا»أي اختار من قومه فالقوم منصوب بنزع الخافض.
والآية تدل على
أن الله سبحانه عين لهم ميقاتا فحضره منهم سبعون رجلا اختارهم موسى من القوم ، ولا
يكون ذلك إلا لأمر ما عظيم لكن الله سبحانه لم يبين هاهنا ما هو الغاية المقصودة
من حضورهم غير أنه ذكر أنهم أخذتهم الرجفة ولم تأخذهم إلا لظلم عظيم ارتكبوه حتى
أدى بهم إلى الهلاك بدليل قول موسى عليهالسلام : « رَبِّ
لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ
السُّفَهاءُ مِنَّا »فيظهر من هنا أن الرجفة أهلكتهم.
ويتأيد بذلك أن
هذه القصة هي التي يشير سبحانه إليها بقوله : « وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ
حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ
ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 8 صفحه : 269