responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 8  صفحه : 258

والرواية كما أشرنا إليه في أخبار جنة آدم ضعيفة السند على أنها لا توافق الأصول المسلمة في أخبار أئمة أهل البيت عليه‌السلام فإن أخبارهم وخاصة خطب علي والرضا عليه‌السلام مملوءة من حديث التجلي والرؤية القلبية فلا موجب له عليه‌السلام أن يلتزم كون الرؤية المذكورة في الآية سؤالا وجوابا هي الرؤية البصرية ثم الجواب بطريق جدلي لا ينطبق كثير انطباق على الآية لكونه خلاف ظاهرها البتة ، وخلاف ظاهر حال موسى فإنهم لو اقترحوا عليه ذلك لرد عليهم كما رد عليهم بقوله : « إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ »حين قالوا : « يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ ».

وثانيا : يتحصل من الروايتين أن موسى عليه‌السلام ما أجيب إلى الرؤية بالمعنى المذكور في الدنيا ، وإنما أجيب إليها في الآخرة ، والظاهر أنه يستفاد ذلك من قوله تعالى : « فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً »فإن الاستدراك في قوله : « وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي »إن الذي فرض في الجبل هو بعينه مثل ما فرض في موسى فهو لا يطيق الظهور والإرادة كما أن ذاك لا يطيقه ، وقد وقع التجلي للجبل فدك به وصعق ولو وقع لموسى أيضا لدك به وصعق فالتجلي في نفسه ممكن لكنه بالنسبة إلى المتجلى له يوجب اندكاكه وصعقته ، وهذا يشعر أن التجلي لا مانع منه في نفسه مع الصعقة والموت ، وقد استفاضت الروايات من طرق أئمة أهل البيت عليه‌السلام أن الله سبحانه وتعالى يتجلى لأهل الجنة ، وإن لهم في كل جمعة زورة كما وقع ذلك في قوله تعالى : « وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ »: القيامة : ٢٣.

وثالثا تحصل من الروايتين : أن صعقة موسى عليه‌السلام كانت موتا ثم رد الله إليه روحه لا غشية.

ورابعا : أن ما ذكره عليه‌السلام أنه تجلى له من نوره مقدار ما يخرج من سم الخياط من النور من قبيل تمثيل المعنى بالأمور المحسوسة فلا نوره تعالى نور حسي ، ولا أنه يتقدر بأمر حسي كسم الخياط ، ولذلك مثل ذلك في غير هذه الرواية بوضع طرف الإبهام على أنملة الخنصر كما سيأتي ، والغرض على أي تقدير بيان صغره وحقارته.

وعلى أي حال فالتجلي إنما هو بما يكفي لدكه وصعقته ، وأما كمال نوره تعالى فهو غير متناه لا يحاذيه أي أمر متناه مفروض فلا نسبة بين المتناهي وغير المتناهي.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 8  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست