responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 8  صفحه : 202

أن يأتيهم عذاب الله ليلا وهم في حال النوم ، وقد عمتهم الغفلة؟.

قوله تعالى : « أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ »الضحى صدر النهار حين تنبسط الشمس ، والمراد باللعب الأعمال التي يشتغلون بها لرفع حوائج الحياة الدنيا والتمتع من مزايا الشهوات ، وهي إذا لم تكن في سبيل السعادة الحقيقية ، وطلب الحق كانت لعبا ، فقوله : « وَهُمْ يَلْعَبُونَ »كناية عن العمل للدنيا وربما قيل : إنه استعارة أي يشتغلون بما لا نفع فيه كأنهم يلعبون ، وليس ببعيد أن يكون قوله في الآية السابقة « وَهُمْ نائِمُونَ »كناية عن الغفلة. ومعنى الآية ظاهر.

قوله تعالى : « أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ »مكر به مكرا أي مسه بالضرر أو بما ينتهي إلى الضرر وهو لا يشعر وهو إنما يصح منه تعالى إذا كان على نحو المجازاة كأن يأتي الإنسان بالمعصية فيؤاخذه الله بالعذاب من حيث لا يشعر أو يفعل به ما يسوقه إلى العذاب وهو لا يشعر ، وأما المكر الابتدائي من غير تحقق معصية سابقة فمما يمتنع عليه تعالى وقد مرت الإشارة إليه كرارا.

وما ألطف قوله تعالى : « أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى » و « أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى »ثم قوله « أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ »، والثالث ـ وهو الذي في هذه الآية ـ جمع وتلخيص للإنكارين السابقين في الآيتين ، وقد أظهر في الآيتين جميعا من غير أن يقول في الثانية : أوأمنوا ( إلخ ) ليعود الضمير في الآية الثالثة إلى من في الآيتين جميعا كأنه أخذ أهل القرى وهم نائمون غير أهل القرى وهم يلعبون.

وقوله : « فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ »ذلك لأنه تعالى بين في الآيتين الأوليين أن الأمن من مكر الله نفسه مكر إلهي يتعقبه العذاب الإلهي فالآمنون من مكر الله خاسرون لأنهم ممكور بهم بهذا الأمن بعينه.

قوله تعالى : « أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها »إلى آخر الآية. الظاهر أن فاعل قوله : « يَهْدِ »ضمير راجع إلى ما أجمله من قصص أهل القرى ، وقوله « لِلَّذِينَ يَرِثُونَ »مفعوله عدي إليه باللام لتضمينه معنى التبيين ، والمعنى : أولم يبين ما تلوناه من قصص أهل القرى للذين يرثون الأرض من بعد أهلها هاديا لهم ، وقوله : « أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ »الآية مفعول « يَهْدِ »والمراد بالذين يرثون الأرض من بعد أهلها

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 8  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست